تعاني مشافي الشمال السوري من بلوغها الطاقة الاستعابية القصوى بمرضى كورونا. ويغص مشفى الزراعة وغيره من مشافي شمال إدلب بالمرضى بعد الانتشار الكبير والمتسارع للفيروس في الأيام القليلة الماضية، حيث بلغ عدد الإصابات قرابة الـ 250 ألف إصابة في معدل 1200 إصابة يوميًا.
وأطلق الطاقم الطبي في المنطقة تحذيرات بسبب عدم وجود أي غرفة للعناية بالمرضى في الحالات المتقدمة، بعد أن سُجلت حالات وفاة لمرضى في اليومين الماضيين بسبب عدم وجود شواغر في قسم الإنعاش. وتتوفر الشواغر في حالة واحدة وهي بعد وفاة أحد المرضى.
ويؤكد طبيب العناية المركزة في مستشفى الزراعة محمد العبدالله خطورة الوضع. ويقول في حديث إلى "العربي": "لا توجد أسرّة شاغرة في العناية المشددة في المشفى الذي يضم 30 سريرًا في قسم العناية المركزة وجميعها ممتلئة بحالات صحية حرجة جدًا".
ويعيش يوسف مع أطفاله في مخيّم أهل التح شمال إدلب بغياب زوجته وإحدى بناته بعدما أصيبتا بالفيروس إثر انتشاره بين العديد من أبناء هذا المخيم والمخيمات الأخرى.
كما تعرّض عدد من أقربائه للإصابة أيضًا. ولم يجد حلًا لمواجهة الفيروس سوى الجلوس والترقب داخل الخيمة. ويقول يوسف في حديث إلى "العربي": "نحن نعاني من وضع صعب، فلا نستطيع أن نحجر أنفسنا داخل الخيمة لأن خدمات المياه والطعام مشتركة ونعجز عن تأمين الأدوية لأنها باهظة الثمن".
وأطلق الأطباء تحذيرات لساكني المخيّم حيث يهدّد الفيروس أكثر من ثلاثة ملايين نازح بالإصابة بسبب غياب وسائل الوقاية وعدم قدرتهم على تطبيق وسائل التباعد الاجتماعي أو توفير ظروف العزل المناسبة داخل الخيام.