أكد مسؤولون في حركة طالبان ومدرّسون عودة الفتيات إلى بعض المدارس الثانوية في إحدى ولايات شمالي أفغانستان، فيما لم يُسمح لهن بعد بالعودة إلى مقاعد الدراسة في معظم أجزاء البلاد.
وأظهر تسجيل مصوّر نشره الناطق باسم الحركة سهيل شاهين عشرات الفتيات يرتدين ملابس سوداء، بينما وضعت بعضهن حجابًا أبيض اللون والبعض الآخر نقابًا أسود، وهن جالسات على المقاعد ويلوحن بعلم طالبان.
وقال شاهين، الذي يتّخذ من الدوحة مقرًا، وتم تعيينه مندوب الحكومة الأفغانية الجديدة الدائم في الأمم المتحدة، في تغريدة: "الفتيات يرتدن المدارس الثانوية في خان آباد في ولاية قندوز".
Girls Are Going to High Schools in Khan Abad, Kunduz Province. pic.twitter.com/fviUaQR3MI
— Suhail Shaheen. محمد سهیل شاهین (@suhailshaheen1) October 4, 2021
لكن في كابل، أكد مسؤول في وزارة التعليم هو حمد عابد أن أي تغيير لم يطرأ على سياسة حكومة طالبان المؤقتة المركزية.
وقال لوكالة "فرانس برس" اليوم الثلاثاء: "لا تزال المدارس الثانوية مغلقة بالنسبة للفتيات".
"ضمان الأمن وتطبيق الفصل"
وواجهت طالبان غضبًا دوليًا بعدما استبعدت النساء والفتيات من التعليم والعمل في أنحاء البلاد.
وبعد سبعة أسابيع من استيلائها على السلطة وتعهّدها اتّباع نهج أقل تشددًا مقارنة بعهدها السابق، قلّصت طالبان بالتدريج الحريات التي كان يحظى بها الأفغان.
وبينما سمحت الحركة للفتيات بارتياد المدارس الابتدائية منذ البداية، فهي لم توافق بعد على عودتهن إلى المدارس الثانوية كما منعت عودة المدرّسات.
وأوضحت أنه سيكون بإمكانهن العودة إلى المدارس الثانوية فور تمكّنها من ضمان أمنهن وتطبيق الفصل المشدّد بين الجنسين، بما يتوافق مع تفسير الحركة لقواعد الشريعة الإسلامية.
والشهر الماضي، أفاد الناطق باسم طالبان ذبيح الله مجاهد الصحافيين أن العمل "متواصل بشأن قضايا التعليم والعمل بالنسبة للنساء والفتيات"، مشيرًا إلى أن المدارس ستعيد فتح أبوابها "في أقرب وقت ممكن"، من دون أن يفصح عن إطار زمني.
وصرّح: "هناك حاجة لمزيد من الوقت.. هناك حاجة لصدور توجيهات بشأن كيفية التعامل مع عملهن وخدماتهن وتعليمهن نظرًا إلى أن النظام تغيّر وتشكّل نظام إسلامي".
"لا توجد أي قيود"
وفي المقطع الإخباري الذي شاركه شاهين على حسابه في "تويتر"، يُسمع مراسل لإذاعة وتلفزيون أفغانستان يقول: "المدارس مفتوحة بالنسبة للفتيات، ولا توجد أي قيود".
ومن ثم أُجريت مقابلة أمام الكاميرا مع أحد عناصر طالبان، أوضح أن الفتيات والفتية من الصف السابع وحتى الثاني عشر باتوا حاليًا في المدارس و"لم يواجه أي كان مشاكل حتى الآن".
وأكد موجّه في مدينة قندوز، عاصمة الولاية، عودة طالبات مدرسة ثانوية في منطقة إمام صاحب إلى الصفوف.
كما أكد أستاذ في قندوز عودة طالبات مدرسة ثانوية أخرى.
وقال مدرّس في الصف الرابع طلب عدم الكشف عن هويته: "أبلغ مديرنا إدارة التعليم في قندوز وطلب الحصول على توجيهات".
Teachers are at the ♥️ of education. And for girls' education, female teachers play an even more important role in #Afghanistan. Together, we must help, encourage and actively protect female teachers. On #WorldTeachersDay, join us in celebrating their commitment! pic.twitter.com/ACfnh6Mck3
— UNICEF Afghanistan (@UNICEFAfg) October 5, 2021
وأضاف: "ردّوا بالقول إن الحظر على ارتياد الفتيات المدارس مطبّق في الولايات الأخرى فقط، لا في قندوز".
وفرضت طالبان كذلك قيودًا على عمل النساء.
يذكر أن الحركة طبّقت تفسيرًا متشددًا للشريعة الإسلامية خلال ولايتها الأولى، لكنها أكدت هذه المرة بأنه سيتم احترام التقدّم الذي تم تحقيقه فيما يتعلّق بحقوق المرأة "في إطار القواعد الإسلامية".
وتزامن الكشف عن عودة بعض الأفغانيات إلى المدارس الثانوية مع يوم المعلّم العالمي الثلاثاء.
وأفاد مكتب يونيسف في البلاد في تغريدة أنه "بالنسبة لتعليم الفتيات، تلعب المدرّسات دورًا أكثر أهمية في أفغانستان"، داعيًا إلى مساعدتهن وتشجيعهن وحمايتهن.