طالبت منظمة الصحة العالمية، ونحو ثلاثة أرباع العاملين في مجال الرعاية الصحية في العالم، الحكومات، اليوم الاثنين، بتكثيف العمل على قضية المناخ في مؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة التغير المناخي، وأكدت أن هذا التحرك قادر على إنقاذ أرواح ملايين البشر سنويًا.
ودعا تقرير المنظمة التابعة للأمم المتحدة حول تغير المناخ والصحة إلى اتخاذ خطوات تحولية في كل القطاعات بما فيها الطاقة والنقل والتمويل، وأشار إلى أن فوائد التحركات الطموحة إزاء قضية المناخ على الصحة العامة تفوق التكلفة بكثير.
وقالت المنظمة: "حرق الوقود الأحفوري يقتلنا، تغير المناخ هو أكبر خطر منفرد على صحة البشر".
الوفيات جراء تغير المناخ
وكانت منظمة الصحة العالمية صرّحت في وقت سابق أن نحو 13.7 مليون وفاة سنويًا أي حوالي 24.3% من إجمالي الوفيات على مستوى العالم أسبابها بيئية مثل تلوث الهواء والتعرض للعناصر الكيميائية.
ومن غير الواضح على وجه الدقة عدد الوفيات التي ترتبط ارتباطًا مباشرًا بتغير المناخ، لكن الناشطة في منظمة الصحة العالمية ماريا نيرا أفادت أن نحو 80% من وفيات تلوث الهواء يمكن منعها من خلال الامتثال لإرشاداتها.
وأشار رئيس وحدة تغير المناخ في المنظمة ديارميد كامبل-ليندرم، إلى أن التغير المناخي يؤدي أيضًا إلى انتشار بعض الأمراض المعدية مثل حمى الدنج والملاريا، وهي من أسباب الوفيات في بعض من أفقر مناطق العالم.
لا تفاوض أمام أولوية الصحة
وأضاف: "صحتنا ليست محل تفاوض، ندخل في مفاوضات حول المناخ، نتفاوض على أشياء كثيرة، لكن فقدان حياة طفل واحد سواء أكان بسبب تلوث الهواء أو تغير المناخ ليس شيئًا مطروحا للنقاش".
ويتزامن توقيت التقرير مع رسالة تدعمها أكثر من 400 هيئة صحية تمثل ما يزيد على 45 مليون ممرض وطبيب ومتخصص في المهن الطبية دعت أيضًا إلى اتخاذ إجراء لوقف تغير المناخ.
ولفتت متحدثة باسم الرابطة الدولية لطب الأطفال روث إيتزل إلى أن أطباء الأطفال يقومون بإجراءات الوقاية، ويمنحون التطعيمات لمنع الأمراض المعدية، ويرفعون أصواتهم عاليًا لأنهم يعلمون أن صحة الناس وصحة المناخ وجهان لعملة واحدة.
في الأسبوع الماضي، اعترف مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بالحصول على بيئة نظيفة وصحية حقًا أساسيًا من حقوق الإنسان، ليلقي بثقله في معركة مكافحة تغير المناخ.