السبت 16 نوفمبر / November 2024

قمة غلاسكو حول المناخ.. هل يفلح قادة العالم في إنقاذ الكوكب؟

قمة غلاسكو حول المناخ.. هل يفلح قادة العالم في إنقاذ الكوكب؟

شارك القصة

يتوقّع المتفائلون من قمة غلاسكو التحوّل من تقديم الوعود حول خفض الانبعاثات إلى اتخاذ إجراءات فعلية على أرض الواقع
يتوقّع المتفائلون من قمة غلاسكو التحوّل من تقديم الوعود حول خفض الانبعاثات إلى اتخاذ إجراءات فعلية على أرض الواقع (غيتي)
يتوقّع سكان العالم من قادة الدول الكبرى المسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة حلولًا جذرية تُساعد على إنقاذ الكوكب.

تستضيف مدينة غلاسكو الإسكتلندية الدورة السادسة والعشرين لقمة المناخ "كوب 26" بمشاركة ممثلين عن 200 دولة، وسط تحديات تواجهها الدول الصناعية الكبرى لخفض انبعاثاتها الكربونية، ووضع سقف زمني محدد لتنفيذ تعهداتها المناخية.

وأمس الأحد، وافق زعماء دول العشرين في ختام قمتهم في روما على اتخاذ إجراءات هادفة وفعّالة لتخفيض الزيادة في درجة حرارة الأرض إلى 1.5 درجة مئوية، لكنّها لم تتضمن التزامًا بإجراءات ملموسة تُذكر.

وأشار البيان الختامي إلى أن الخطط الوطنية الحالية حول كيفية الحد من الانبعاثات الضارّة سيتعيّن تعزيزها إذا لزم الأمر، ولم يُشر بالتحديد إلى عام 2025 المستهدف لتحقيق صافي الانبعاثات الكربونية الصفر.

ويتوقّع سكان العالم من قادة الدول الكبرى المسؤولة عن 80% من الانبعاثات العالمية للغازات الدفيئة حلولًا جذرية تُساعد على إنقاذ الكوكب.

وبعد نقاشات ماراثونية في قمة روما، تمّ الاتفاق على الحد من ارتفاع درجات حرارة الأرض، والالتزام برفع تمويل المناخ إلى 1.5 مليار دولار سنويًا في أسرع وقت ممكن، وإنهاء التمويل الدولي لمحطات الطاقة العاملة بالفحم.

وقال دانيلي بوليتي، النائب في البرلمان الإيطالي، إن ما حدث في قمة روما مهم جدًا، ويُشكّل نجاحًا لها، وإن كانت لن تحلّ كل مشكلات المناخ التي سيتأجّل الكثير منها إلى القمم المقبلة".

وناقشت القمة الضرائب على الشركات، وأزمة الطاقة، والعلاقة مع الصين، والملف النووي الإيراني وغيرها من الملفات بجدية.

آمال معقودة على قمة "كوب 26"

وتستضيف مدينة غلاسكو قمة "كوب 26"، التي تأجّلت العام الماضي بسبب جائحة كورونا، وتستمرّ حتى 12 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي.

وحذّرت الأمم المتحدة التي تنظّم القمة من أن التغير المناخي أصبح التهديد الأكبر الذي يواجه العالم، سواء من حيث تأثيره على البيئة والطبيعة أو لناحية تداعياته الاجتماعية والاقتصادية. 

ويتوقّع المتفائلون من قمة غلاسكو التحوّل من تقديم الوعود حول خفض الانبعاثات إلى اتخاذ إجراءات فعلية على أرض الواقع، إضافة إلى رصد إطار زمني محدّد لتنفيذ هذه الإجراءات.

وقد تخرج القمة بسياسات واضحة لتحفيز الحكومات التي لم تكثّف جهودها للحد من الاحتباس الحراري وخفض عالمي لحرارة الكوكب.

كما تطرح القمة خطة تسعير انبعاثات الكربون التي ستدفع الدول الصناعية إلى تمويل مشروعات نظيفة في الدول النامية للاستمرار في مشاريعها الصناعية الكثيفة الانبعاثات.

وتنتظر الدول النامية من القمة الخروج بتوصيات لدفع الدول الصناعية إلى تقديم تعويضات مالية عن الحرائق والزلازل والفيضانات التي عانت منها هذه الدول التي ترى أن الانبعاثات الكربونية الناتجة عن المشاريع الصناعية للدول الغنية هي السبب الرئيسي لهذه الكوارث.

تظاهرات متوقّعة

وفي الوقت الذي يأمل فيه الخبراء بنتائج إيجابية من القمة، من المتوقّع أن يشهد مكان انعقاد القمة تظاهرات، حيث يرى نشطاء أن وعود قادة العالم غير كافية لمواجهة خطر التغير المناخي، ويطالبون بوضع صحة الكوكب أولوية بدلًا من الربح المادي والاقتصادي. 

وقال مراسل "العربي" في غلاسكو زاهر عمرين: إن القمة ستبحث في تنفيذ خطة باريس للمناخ، لكن التفاؤل الحذر يسيطر على قادة الدول المشاركة وينعكس بشكل سلبي على الشارع، حيث تداعى الآلاف إلى شوارع غلاسكو في تظاهرات مطالبة بتنفيذ الوعود.

وأشار عمرين إلى أن غياب بعض قادة الدول كالصين وروسيا عن القمة يؤشر إلى حجم الشقاق والخلاف الكبير حول التاريخ المحدّد لخفض الانبعاثات الكربونية إلى الصفر.

تعاون بين المؤسسات السياسية والاقتصادية

بدوره، قال مصطفى العيسات، الخبير بالبيئة والتنمية، من الرباط، إن الآمال تنعقد على قمة "كوب 26" بعد فشل الدول في تحقيق تعهّدات قمة باريس.

وأشار العيسات، في حديث لـ"العربي"، إلى أن تنفيذ هذه التعهّدات يتطلّب التعاون بين المؤسسات السياسية والاقتصادية. فالمؤسسات الاقتصادية لا تستطيع تنفيذ التعهّدات الصادرة عن القمم، ودفع الضرائب والتعويضات للدول المتضرّرة من تداعيات تغير المناخ والكوارث البيئية.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة