ما زال الاحتلال الإسرائيلي يتعمد استهداف المدنيين في مختلف مناطق غزة، حيث أغار خلال ساعات ليل الخميس الجمعة على منزل في جباليا، واستهدف منطقة الشيخ زايد في شمال القطاع، وأطلق النار مجددًا على فلسطينيين ينتظرون المساعدات.
ويأتي ذلك مع استمرار أزمة الاتصالات، حيث أشار مراسل "العربي" أحمد البطة إلى غياب التحديثات من مناطق شمال غزة بشأن سقوط شهداء وجرحى، بسبب انقطاع الشبكة وخدمة الإنترنت المتكرر.
إلى ذلك، استشهد 9 فلسطينيين على الأقل، بعد استهداف قوات الاحتلال منزلًا في منطقة الحكر بدير البلح وسط قطاع غزة.
وفي رفح، أفاد مراسل "العربي" بأن طيران الجيش الإسرائيلي نفّذ غارة بالقرب من المنطقة الحدودية جنوبي القطاع.
وفي خانيونس، نقل شهيد وعدد من الجرحى إلى مستشفى غزة الأوروبي جراء قصف إسرائيلي استهدف سيارة.
تسليم جثامين شهداء
وأمس الخميس، أفادت هيئة المعابر والحدود بأن جيش الاحتلال سلّم جثامين 47 شهيدًا عبر معبر كرم أبو سالم.
ولفت مراسل "العربي" أحمد البطة في هذا السياق، إلى أن الاحتلال الإسرائيلي ينفّذ عمليات إعدام ميدانية بحق فلسطينيين يعتقلهم في قطاع غزة، فيما هناك مئات الأسرى الذين لم تعرف مصائرهم حتى اللحظة.
ويتم اقتياد من تعتقلهم قوات الاحتلال في غزة إلى أماكن مجهولة، حيث يروي بعض الناجين أن عيونهم تكون معصوبة طوال فترة الاعتقال ولا يعرفون مكانهم وسط ظروف إنسانية قاسية، حيث يتعرضون بشكل مستمر للتنكيل والتعذيب.
وبحسب البطة، يتعرض المعتقلون الفلسطينيون لدى أي حركة تصدر عنهم للتعذيب والضرب بشكل مبرح.
مجزرة جديدة عند دوار النابلسي
إلى ذلك، نفّذ الاحتلال جريمة جديدة بحق الجياع في غزة، حيث استهدف دوار النابلسي شمالي القطاع ما أسفر عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى نقلوا إلى مستشفى الشفاء الطبي.
ورصدت كاميرا "العربي" محاولات التعامل مع المصابين في المجمع الطبي، وأكد الصحفي محمد عرب أن القوات الإسرائيلية استهدفت المدنيين عند مفترق النابلسي ما أسفر عن استشهاد اثنين حتى اللحظة وإصابة آخرين.
ونقل عرب عن شهود عيان ومصابين أن المواطنين كانوا يتجمعون بانتظار دخول المساعدات الإغاثية إلى شمال قطاع غزة، حينما استهدفتهم قوات إسرائيلية راجلة بدأت بإطلاق النار بشكل مباشر عليهم.
مناشدة خبراء حقوق الإنسان
وقد حثّ خبراء حقوق الإنسان التابعون للأمم المتحدة أمس الخميس المجتمع الدولي على زيادة الضغط، لإنهاء الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم.
وأكدوا في بيان نقلته وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا"، أن التقارير الواردة من القطاع تفيد بأن إسرائيل "قد انتهكت مرارًا وتكرارًا واجبات التمييز والتناسب والحيطة، فضلًا عن حظر الهجمات العشوائية وغير المتناسبة بموجب القانون الإنساني الدولي، وأنها فشلت في واجبها المتمثل باحترام وحماية وإعمال الحق في الحياة لسكان قطاع غزة والضفة الغربية".
وأوضح البيان أن هذه الانتهاكات أدت إلى استشهاد عشرات الآلاف من الأشخاص المحميين، بما في ذلك عدد كبير من الأطفال والنساء وكبار السن، الأمر الذي قد يرقى إلى مستوى الانتهاكات الجسيمة للقانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، بما في ذلك جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية.
ورحب الخبراء الأمميون بقرار محكمة العدل الدولية في يناير/ كانون الثاني بشأن اتخاذ تدابير مؤقتة لمنع جريمة الإبادة الجماعية والمعاقبة عليها في قطاع غزة، والتحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية، مؤكدين مع ذلك أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتعين القيام به على وجه السرعة من أجل وقف أي مجزرة أخرى في غزة.
