أعلن وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس اليوم الإثنين، أنه سيطلب من الدول الأعضاء الـ 26 الأخرى في الاتحاد الأوروبي، إصدار دعم رسمي لمحكمة العدل الدولية واتخاذ خطوات لضمان احترام إسرائيل لقراراتها تزامنًا مع مجزرة إسرائيلية في رفح راح ضحيتها العشرات.
وأضاف الوزير الإسباني من بروكسل خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الأيرلندي والنرويجي: "إذا استمرت إسرائيل في العمل بما يعارض رأي المحكمة، فسنحاول اتخاذ الإجراءات الصحيحة لإنفاذ ذلك القرار".
وكان وزير خارجية إسبانيا قد أوضح خلال المؤتمر الصحفي، أن اعتراف بلاده مع النرويج وأيرلندا بدولة فلسطين "يتماشى مع قرارات الأمم المتحدة والجمعية العامة ويندرج في إطار التعددية وليس الأحادية".
كما ندد بالمجزرة الإسرائيلية في مخيم للنازحين في رفح جنوبي قطاع غزة، "حيث قُتل أبرياء وأطفال في انتهاك لأمر محكمة العدل الدولية"، على حد قول ألباريس.
أربعون شهيدًا في مجزرة رفح
فقد استشهد أكثر من 40 فلسطينيًا وأصيب العشرات من المدنيين العزل أمس الأحد، في قصف إسرائيلي استهدف خيام نازحين في منطقة تل السلطان شمال غربي رفح.
وشدد ألباريس في هذا الإطار على أن "لا مكان للإرهاب والعنف والتهجير في زمننا، لأنها استُبدلت بإطار سياسي تسعى الأطراف عبره لتحقيق أهدافها وفق تسويات تضمن أمن وكرامة شعوبها".
وردًا على الاعتراف الإسباني بدولة فلسطين، أعلن وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنه أمر بمنع القنصلية الإسبانية في القدس الشرقية المحتلة من تقديم خدماتها للسكان الفلسطينيين، ومنعها من ممارسة أي أنشطة دبلوماسية.
دعوة لعقوبات على إسرائيل
من جهتها، أكدت مقررة الأمم المتحدة المعنية بفلسطين فرانشيسكا ألبانيز اليوم الإثنين، أن قصف إسرائيل لمخيم نازحين في مدينة رفح يمثل "تحديًا صارخًا للقانون والنظام الدوليين"، ودعت إلى فرض عقوبات على تل أبيب لإنهاء "الإبادة الجماعية".
جاء ذلك في منشور لها عبر منصة "إكس" كتبت فيه: "مزيد من الرعب في غزة. قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت مخيمًا للنازحين الفلسطينيين في رفح؛ مما أدى إلى اشتعال النيران في الخيام البلاستيكية وحرق الناس أحياء بشكل مأساوي".
وشددت على أن "هذه القسوة، إلى جانب التحدي الصارخ للقانون والنظام الدولي، هي أمر غير مقبول".
وقصف الاحتلال الإسرائيلي مخيم النازحين في رفح مستهدفًا منطقة لطالما زعم أنها آمنة، ولم يحذر سكانها أو يطلب إخلائها قبل الضربة.
كما تأتي هذه المجزرة الإسرائيلية الجديدة، بعد يومين فقط من إصدار محكمة العدل الدولية أمرًا بوقف الهجوم البري الإسرائيلي على رفح فورًا.
وشرحت ألبانيز في هذا الصدد أن "الإبادة الجماعية في غزة لن تنتهي بسهولة دون ضغوط خارجية"، ورأت أنه "يجب على إسرائيل أن تواجه العقوبات والعدالة وتعليق الاتفاقيات والتجارة والشراكة والاستثمارات، فضلًا عن تعليق مشاركتها في المنتديات الدولية".