الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

مجمع الشفاء بين فكي الاحتلال.. ما الأهداف التي يسعى لتحقيقها؟

مجمع الشفاء بين فكي الاحتلال.. ما الأهداف التي يسعى لتحقيقها؟

شارك القصة

تسبب الحصار الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في غزة عن استشهاد 4 من المرضى
تسبب الحصار الإسرائيلي لمجمع الشفاء الطبي في غزة في استشهاد 4 من المرضى - رويترز
وثقت صور وشهادات واستغاثات عمليات إعدام وتعذيب ونسف لأجزاء من مجمع الشفاء، واعترف الاحتلال بقتل واعتقال المئات منذ بداية حصاره.

لليوم السادس على التوالي، تواصل قوات الاحتلال محاصرة مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة، مهددة المحاصرين داخله من الكوادر الطبية والمرضى والنازحين بنسفه إذا لم يغادروه، كما توعدوهم بالاعتقال والتعذيب والإعدام.

التهديدات التي أطلقها جيش الاحتلال هي واقع الحال بالنسبة للمحاصرين على الأرض منذ عدة أيام، حيث وثقت صور وشهادات واستغاثات عمليات إعدام وتعذيب ونسف لأجزاء من المجمع، بل إن الاحتلال اعترف بقتل واعتقال المئات منذ بداية حصاره.

استغاثات المحاصرين لا تتوقف. وعلى الرغم من نزوح مئات منهم، فإن آلافًا لا يزالون داخله، أغلبهم من المرضى والجرحى. وقد تسبب الحصار بوفاة 4 من المرضى، بسبب منع جيش الاحتلال وصول الأدوية للمستشفى.

وبينما يحرق الاحتلال ويدمر عشرات المنازل في المناطق المحيطة بالمستشفى، تؤكد شهادات قادمة من الداخل أن الجيش يحتجز عشرات المرضى في صالة واحدة، معظمهم من غير القادرين على الحركة، حتى إن جروحهم تتعفن بسبب غياب الرعاية الطبية.

وفي الأثناء، تراجع جيش الاحتلال، بحسب بيان مشترك مع الشاباك، عن روايته باعتقال عشرات من قيادات المقاومة داخل مجمع الشفاء، مرجعًا ذلك إلى خطأ بشري، بعدما أظهرت قائمة الصور أنها تتضمن صور قادة وشهداء وشخصيات خارج غزة.

التراجع الإسرائيلي رأت فيه تقارير أنه كان خطأ مقصودًا في سياق حرب نفسية قائمة على رواية كاذبة والتحريض والتضليل، لتظهر إسرائيل للرأي العام عودتها للشفاء وتحقيقها أهدافًا وإنجازات.

"تغليف السلوك الإجرامي بأهداف سياسية"

وبشأن التداعيات المترتبة على عودة الاحتلال الإسرائيلي إلى مجمع الشفاء، يرى الباحث في الشأن الإسرائيلي سليمان بشارات من نابلس، أن الانتهاكات الإسرائيلية للقطاع الصحي في غزة لم تعد بالأمر الجديد، بل هي ضمن سياسة ممنهجة اعتمدها الاحتلال منذ اليوم الأول للعدوان.

وفي حديث لـ"العربي" من نابلس، يضيف بشارات أن الاحتلال الإسرائيلي يدرك بشكل كبير جدًا أنه يرتكب جريمة يحاسب عليها القانون، وبالتالي فهو يذهب إلى تغليف هذا السلوك الإجرامي بأهداف سياسية.

وفيما يشير إلى أن رئيس هيئة الأركان الإسرائيلية هرتسي هاليفي تحدث عن أن الهدف الأساسي من العملية في مجمع الشفاء هي لامتلاك ورقة ضغط على طاولة المفاوضات، يعرب بشارات عن اعتقاده بأن هذا التبرير لن ينطلي على أي مراقب، فهو من أجل إرسال رسائل للمجتمع الإسرائيلي الداخلي في ظل حالة الفشل الكامل.

غارة إسرائيلية على على محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة
غارة إسرائيلية على على محيط مستشفى الشفاء في مدينة غزة - رويترز

ويقول سليمان بشارات: إن "الجيش الإسرائيلي لا يبحث في عمليته بمجمع الشفاء الطبي عن أهداف تكتيكية أو مرحلية، بل هو يبحث هذه المرة عن هدف إستراتيجي في إعادة بنية مركزية وأساسية تتعلق في إعادة الاحتلال إلى التحكم بكل مجريات قطاع غزة، وبالتحديد منطقة شمال ووسط القطاع".

"الاحتلال يحاول الحصول على إنجاز بأي شكل "

من جهته، يعتبر الكاتب السياسي إياد القرا، أن الجيش الإسرائيلي يتحرك في قطاع غزة بدون أي هدف، ويحاول بأي شكل من الأشكال الحصول على إنجاز، ويبحث عن شكل من أشكال النصر سواء بالوصول إلى أشخاص بعينهم، أو محاولة الحصول على ما يسميه معلومات استخباراتية تفيده في ملفات أخرى، بما فيها ملف الجنود والأسرى.

ويضيف في حديث لـ"العربي" من رفح، أن الاحتلال لا يزال يراوغ في النقطة نفسها بملف المفاوضات، ويحاول أن يترجم ما يحدث في الميدان بعملية التفاوض.

ويتابع القرا أن الجيش الإسرائيلي كان يتحضر للهجوم على مجمع الشفاء الطبي في محاولة منه للحصول على إنجاز والمراوغة في ليلة ذهاب الوفد الإسرائيلي إلى الدوحة.

ويقول إن ما نشر أيضًا حول الموقف الإسرائيلي من القضايا المطروحة في عملية التفاوض يدلل على أن هناك مراوغة إسرائيلية متواصلة على كل المستويات العسكرية والسياسية لمحاولة تحقيق أي شكل من أشكال الإنجاز، حتى لو كان بعد خمسة أشهر من الحرب على غزة.

"جرائم حرب يجب أن يُحاكم عليها الاحتلال"

من ناحيته، يوضح الناشط في مجال الإغاثة الطبية هشام ناجي، أن إستراتيجية أي احتلال لتهجير المدنيين هو ضرب المستشفيات والمراكز الطبية والمدارس، وضرب الأسواق التجارية، مشيرًا إلى أن المدنيين بعد ذلك لا يعود لديهم شيء من مقومات الحياة ليبقوا في مكانهم فيسهل على الاحتلال تهجيرهم.

وفي حديث لـ"العربي" من فيرجينيا، يضيف ناجي الذي كان قد دخل غزة مع وفد طبي، أن كثيرًا من الأطباء جاؤوا من مستشفى الشفاء حدثوه عن فظائع كثيرة، وكيف كانت الجثث ملقاة على الأرض في كل مكان، وبشاعة الإجرام الإسرائيلي في المستشفى.

ويلفت إلى أن كل ذلك يدل على جرائم ضد الإنسانية، وجرائم حرب يجب أن يُحاكم عليها الاحتلال، ويجب على المجتمع الدولي والضمير العالمي أن يقول الحقيقة ويوقف هذا العدوان.

ويتحدث ناجي عن إصابات لم يرها في حياته إلا في غزة، حيث كانت شظايا القذائف مصممة بشكل إما لقتل الإنسان أو تشويهه إلى الأبد، مردفًا بأن بعض الأطباء قالوا له إن الشظايا مطلية بمواد كيماوية تمنع شفاء الجروح.

ويعتبر ناجي أن منع الاحتلال وصول الدواء إلى المرضى جريمة ضد الإنسانية، لم يسبق لها مثيل، والهدف هو إخلاء قطاع غزة كليًا، وقد يكون له مشاريع أخرى للمستوطنين أو الاستيلاء بشكل كامل على قطاع غزة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close