في الثامن من يناير/ كانون الثاني الحالي، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" صورًا قالت إنّها تُظهر فتيات من الأسرى لدى كتائب "القسام" في الأيام الأولى من عملية "طوفان الأقصى".
وتداولت الحسابات المؤيدة للاحتلال على غرار حساب "Hamas Atrocities" مقطعًا مصورًا للأسيرات الأربع، مع الترويج لأنّهن مدنيات تعرّضن للضرب قبل اعتقالهنّ في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
"العربي" يكشف زيف الرواية الإسرائيلية
وبحثت وحدة التحقّق من خلال المصادر المفتوحة في "التلفزيون العربي" في تفاصيل هذا الادعاء، لتكشف زيف الرواية الإسرائيلية، خاصّة بعدما وصلت أعتاب الأمم المتحدة مع استغلال السفير الإسرائيلي لهذا الخبر الزائف لاستعطاف الحاضرين.
ورصدت وحدة التحقّق ترويجًا واسعًا لهذا الخبر في الإعلام الغربي، حيث نشرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية الادعاء نفسه، مع إضافة شهادات ذوي الأسيرات، وهن: Liri Elbag وDaniela Gilboa وKarina Ariev وAgam Berger، والتأكيد على أنهنّ مدنيات.
ورصد فريق "العربي" الصفحة الرسمية لـ Elbag على منصّة "تيك توك"، وظهرت في فيديو وهي ترقص بالبدلة العسكرية الإسرائيلية، ما يدلّ على أنّها مجنّدة وليست مدنية.
كما تبيّن للفريق أنّ الفتاة ظهرت في 27 أكتوبر في تقرير لصحيفة "The Times of Israel"، قالت فيها الصحيفة إنّ Elbag هي جندية مراقبة في قاعدة "ناحل عوز" (Nahal Oz) العسكرية، وتمّ أسرها أثناء السيطرة على موقع للجيش الإسرائيلي.
وفي البحث عن هذا الخبر في الصحيفة نفسها في الوقت الحالي، وباستخدام الرابط نفسه، اكتشف فريق "العربي" أنّ المقال قد جرى تغييره عمّا ظهر في النسخة الأصلية المؤرشفة، بحيث يتماشى النصّ مع رواية الاحتلال الحالية، إذ حذفت الصحيفة صفة الجندية، ووصفت الأسيرة بالمدنية.
كما ظهرت هوية Elbag في صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية التي عرضت أسماء الأسرى لدى كتائب "القسّام"، حيث عرّفت Liri Elbag على أنهّا مجنّدة في وحدة المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية ضمن "كتيبة 414" في جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وبالبحث عن هوية الأسيرات الأخريات، رصد فريق "العربي" النتائج نفسها. كما اكتشف تعديل عدة مقالات عن الأسيرة Daniela Gilboa، وحذف المعلومات السابقة التي وردت عنها.
ووصفتها صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" (The Times of Israel) بالمدنية، بعدما كانت قد ذكرت سابقًا أنّها مجنّدة تخدم في وحدة المراقبة وجمع المعلومات الاستخبارية ضمن "كتيبة 414". وهي الهوية نفسها التي ظهرت في تعريف الأسيرة في قائمة صحيفة "هآرتس".
كما اتبعت "تايمز أوف إسرائيل" الإستراتيجية نفسها في مقالها الجديد عن Karina Ariev، التي تعمل مع الأسيرات السابقات في الوحدة العسكرية ذاتها.
وكانت شقيقتها قالت في مقطع مصور لها في 18 من الشهر الماضي، إنّ الاتصال انقطع مع شقيقتها التي كانت موجودة في قاعدة ناحل عوز العسكرية مع انطلاق عملية "طوفان الأقصى".
أما اسم الأسيرة Agam Berger، فقد ورد في منشورات لنشطاء إسرائيليين طالبوا بالإفراج عنها.
وذكرت المنشورات تفاصيل منها أنّ Berger أيضًا كانت في قاعدة ناحل عوز لحظة اعتقالها. وهذه المعلومات حذفتها مرة أخرى صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، واستبدلتها بوصف المجنّدة بالمدنية، في محاولة واضحة لتحريف الخبر نفسه، لكي يتلاءم مع الرواية الجديدة للاحتلال.
وردّدت وسائل الإعلام الغربية الرواية الإسرائيلية، دون أي جهد في تقصي الحقائق.