أكد مصدر مصري للتلفزيون العربي انطلاق اجتماعات بين حركة التحرير الفلسطينية "فتح" وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في القاهرة اليوم السبت، لبحث تشكيل لجنة لإدارة الحكم في قطاع غزة بعد الحرب، فضلًا عن تواصل جهود التوصّل لوقف إطلاق النار في القطاع.
وشدّد المصدر المصري على أنّ الحركتَين أبدتا مرونة وإيجابية بشأن إنشاء لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون قطاع غزة.
والشهر الماضي، اجتمع قادة من "حماس" و"فتح" في القاهرة، لبحث تشكيل اللجنة بناء على اقتراح تقدّمت به مصر، لكنّ المحادثات تأجّلت لمناقشة الاقتراح المصري في وقت لاحق.
وفي هذا الإطار، أكد المتحدث باسم حركة "فتح" عبد الفتاح دولة في حديث إلى التلفزيون العربي من رام الله، أنّ توجّه الحركتين إلى لقاء ثان في القاهرة خلال فترة قصيرة، مؤشر على المسؤولية الكبيرة والإيجابية والمرونة في مناقشة القضايا الفلسطينية الهامّة، في مواجهة التحدي الكبير الذي يعصف بالقضية والوجود الفلسطيني.
وقال دولة: إنّ الفلسطينيين يُجمعون على ضرورة وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، مرجّحًا أن يخرج الاجتماع بتوافقات هامة تخدم المصلحة الوطنية، ومستقبل إدارة الشأن الفلسطيني.
وشدّد على أنّ الشعب الفلسطيني هو من يُقرّر مصيره، ومن يحكم ويدير الشأن الفلسطيني، ولا يُمكن أن تسمح الحركتان بأن يحكم أي جزء من فلسطين إلا الفلسطيني نفسه.
توحيد الصف الفلسطيني
بدورها، نقلت قناة "القاهرة" الإخبارية المصرية عن مصدر أمني مصري قوله إنّ اجتماع "فتح" و"حماس"، يأتي في إطار الجهود التي تبذلها القاهرة "مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي من أجل التوصل للتهدئة بقطاع غزة والسماح بإدخال مزيد من المساعدات الإنسانية للقطاع".
وأوضح المصدر أنّ "الاجتماعات شأن فلسطيني خالص، وأنّ الجهود المصرية هدفها توحيد الصف الفلسطيني والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطيني، وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة".
"حماس" تتمسّك بعدم تجزئة المفاوضات
وحتى الآن، لم تنجح جهود الوساطة التي تبذلها دولة قطر ومصر بالتعاون مع الولايات المتحدة، في التوصّل إلى هدنة من شأنها إنهاء حرب غزة وتبادل الأسرى.
وفي هذا الإطار، أكد المصدر المصري لـ"التلفزيون العربي" أنّ "حماس" تتمسّك بعدم تجزئة مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة، خوفًا من تسليم الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديها، ليعود الجانب الاسرائيلي إلى إطلاق النار.
بدوره، رفض القيادي في "حماس" عزت الرشق في بيان، أي مقترحات للتوصّل إلى هدنة "محدودة أو مؤقتة"، ووصفها بأنّها محاولات "لذر الرماد في العيون".
وقال الرشق: "نتعامل بإيجابية مع أي مقترحات وأفكار تضمن وقف العدوان وانسحاب الاحتلال من غزة".
والخميس الماضي، التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز في القاهرة، وتم بحث مستجدات الجهود المشتركة للتهدئة في غزة، في ظل تواصل الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وجاءت الزيارة بعد أيام من اجتماع استضافته الدوحة بحضور بيرنز، لبحث إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة المتوقّفة منذ نحو شهرين.