محادثات في جدة ومبادرة لحميدتي.. هل يقترب السودان من وقف دائم للقتال؟
أعلن قائد قوات الدعم السريع في السودان محمد حمدان دقلو "حميدتي"، مساء السبت، تشكيل لجنة اتصال مع القوى السياسية والمجتمعية وحركات مسلحة "للتوصل إلى حل سياسي شامل" للأزمة في البلاد.
جاء ذلك بيان صادر عن حميدتي ذكر فيه أن اللجنة ستتواصل مع "القوى السياسية والمجتمعية وحركات الكفاح المسلح برئاسة يوسف عزت (يعرف بأنه المستشار السياسي للدعم السريع)، وعضوية لنا مهدي، وبلة محمد، وفاطمة علي".
مشاورات لحل الأزمة
وتابع قائد "الدعم السريع" أن ذلك يأتي "التزامًا بمبدأ الحوار كضرورة أساسية للتوصل لحل سياسي شامل، ونظرًا للتطورات التي تشهدها البلاد بسبب الحرب والتي يقتضي إنهاؤها إجراء مشاورات واسعة النطاق بغية معالجة جذور الأزمة الوطنية المتراكمة".
وستعمل اللجنة أيضًا، على عقد مشاورات واسعة بشأن الأزمة السودانية المستمرة والحرب الراهنة، "والسبيل الأمثل للوصول إلى حل شامل يعالج الأزمة من جذورها بمشاركة جميع القوى السياسية والشبابية والمجتمعية"، وفق البيان.
في المقابل، لم يصدر حتى الساعة أي تعليق عن السلطات السودانية أو الجيش على اقتراح حميدتي.
لكن في وقت سابق أمس، أكد رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان خلال اتصال هاتفي مع الرئيس الكيني وليم روتو أن "الحكومة السودانية مستعدة لوقف إطلاق النار متى ما تم إخلاء مساكن المواطنين ومراكز خدمات المياه والكهرباء والطاقة والمقرات الحكومية من قبل متمردي الدعم السريع".
استئناف محادثات جدة
توازيًا مع ذلك، وصل ممثلون عن الحكومة السودانية إلى مدينة جدة السعودية لاستئناف المحادثات مع قوات الدعم السريع والجيش السوداني.
لتنطلق بذلك جولة جديدة من المحادثات بين المتنازعين، بعد تعليق الولايات المتحدة والسعودية المحادثات السابقة بجدة في أوائل يونيو/ حزيران، بعد انتهاكات عديدة لوقف إطلاق النار.
تعليقًا على ذلك، يرى وزير الإعلام السوداني السابق حمزة بلول أن الأطراف المتنازعة في السودان وصلت إلى قناعة بأنه لن يكون هناك حسم عسكري في هذا الصراع، كما أن المجتمع الدولي كان واضحًا بأنه لا بد من العودة إلى التفاوض، بما في ذلك جهود "إيغاد" والقاهرة الأخيرة.
ويردف بلول في حديث مع "العربي": "كل العالم يقول لقادة السودان المتحاربين، أوقفوا الحرب شعبكم يعاني، ومهما تكلمنا على الإعلام إلا أن ذلك يعكس جزءًا قليلًا جدًا من المعاناة الكارثية التي يعيشها الشعب السوداني".
كذلك، يعتقد الوزير السوداني السابق أن الطرفين فشلا في تحقيق انتصار عسكري كبير، ما أجبرهم على الاقتناع بأن لا مخرج من هذه الأزمة سوى بالتفاوض.
أما جديد الجولة هذه المرة، فهو احتمال مشاركة الجانب المدني وسط تصور بمشاركة واسعة للقوى المدنية والسياسية السودانية، قد لا يكون ذلك في بداية التفاوض إنما في مرحلة ما منه على حد قول بلول.