تحوّلت لفيف الأوكرانية إلى قبلة آلاف الأوكرانيين واللاجئين الذين باتت أحلامهم اليوم تقتصر على العيش بعيدًا عن أهوال الحرب والدمار، حيث فتحت المدينة مراكز خاصة باللاجئين النازحين من المدن التي تشهد قصفًا لم يتوقف من الجيش الروسي منذ 11 يومًا.
ومن قلب أحد هذه المراكز تروي المواطنة الأوكرانية بالين لـ"العربي" وهي تبكي: "الوضع خطر ومؤلم وحرج للغاية. أريد فقط أن ينتهي هذا العذاب، لأننا لا نستحق العيش هكذا".
وتضيف وهي تحضن ابنتها روزانا البالغة من العمر 5 سنوات: "عاشت جدتي ويلات الحرب العالمية الثانية ولا يمكنني التصور أننا قد نعيشها مرة أخرى".
وكانت بالين الحامل والتي ستضع مولودها خلال أيام بحسب طبيب الملجأ، قد هجرت بيتها في كييف وتبحث اليوم مع زوجها عن مأوى مؤقت في لفيف في انتظار قفزةٍ أخرى من اللجوء نحو إسبانيا.
لكن ليس للجميع ما حظيت به بالين وزوجها في الحصول على هذه المساعدة الاجتماعية، إذ تؤكّد إحدى العاملات بمركز إنساني أن الوضع كارثي، حيث هناك "الكثير من الأطفال والعائلات وهم يصطحبون حيواناتهم الأليفة والذعر والخوف يمتلكهم بحثًا عن الغذاء والمأوى، لكن المشكلة هي أن كل مراكز استقبال اللاجئين مكتظة".
وبين نازحي الداخل الأوكراني الفارين من جحيم النيران الروسية بحثًا عن مكان آمن في لفيف الحدودية مع بولندا، من يبحث اليوم عن وجهة أوروبية أكثر أمنًا، إذ يشير مراسل "العربي" إلى أن رقعة المعاناة بدأت تتسع أكثر فأكثر مع ازدياد المخاوف من التوسع العسكري نحو المناطق الأوكرانية التي قد تعد اليوم آمنة.
فعلى الجانب الآخر، فئة من النازحين لا هم لهم سوى الابتعاد عن الحرب باتجاه الدول المجاورة مثل بولندا ورومانيا ومولدوفا وسلوفاكيا وهنغاريا، حيث تشهد محطات الحافلات الحدودية نشاطًا غير مسبوق.
وتشرح إحدى السيدات أنها تقبع في محطة الحافلات منذ يوم ونصف برفقة عائلتها وتنتظر التوجه إلى الحدود الرومانية للعبور إليها، وتضيف: "أصبح الوضع خطيرًا جدًا على أطفالنا".
من جهتها، تقدر الأمم المتحدة أن عدد الفارين من الحرب في أوكرانيا قد يصل إلى أربعة ملايين شخص.
ويوم الجمعة الفائت، أحصت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين 1,209,976 لاجئًا، وفق ما أورد موقعها الإلكتروني، بارتفاع في العدد عن إحصاء الخميس بـ 171 ألف لاجئ.
وفي بولندا وحدها، سجل حرس الحدود البولندي الجمعة، ما مجموعه 624,500 شخص فار من أوكرانيا، فيما تواصل السلطات البولندية دعمها لحليفتها وجارتها الشرقية أوكرانيا، منذ بدء لجوء السكان إلى حدودها عقب بدء العملية العسكرية الروسية.