شُيّع الرئيس التشادي الراحل إدريس ديبي اتنو، اليوم الجمعة، إلى مثواه الأخير في نجامينا بعد 30 عامًا في السلطة، وذلك بحضور العديد من رؤساء الدول بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي التقى فور وصوله نجله رئيس المجلس العسكري الحاكم حاليًا.
وفي 20 أبريل/ نيسان الجاري، أعلن المتحدث باسم الجيش التشادي عزم برماندوا أغونا مقتل ديبي متأثرًا بجروح أصيب بها على خط الجبهة في معارك في شمالي البلاد خلال عطلة نهاية الأسبوع.
لكن مصادر خاصة بالـ"العربي" قالت إن الرئيس التشادي إدريس ديبي قُتل أثناء خلاف بينه وبين أحد قادة الحركات المتمردة، خلال لقاء بينهما في خيمة بمنطقة جبلية في كانم. وحصل "العربي" على صور حصرية لجثمان الرئيس التشادي إدريس ديبي في المستشفى الذي نُقل إليه عقب إصابته. وتظهر في إحدى الصور إصابة بالغة في الظهر، مع ثقب عميق وصل إلى العظم. وفي صورة أخرى تظهر أيضًا إصابة جانبية مباشرة في الرأس.
ومنذ إعلان وفاته، يحكم تشاد مجلس عسكري انتقالي بقيادة محمد إدريس ديبي، القائد العسكري القوي، وابن الرئيس الراحل.
وأحاط محمد إدريس ديبي نفسه بـ14 جنرالًا من الأوفياء لنظام والده، الذين يمثلون رجال نجامينا الأقوياء في هذه المرحلة الانتقالية التي تمتد 18 شهرًا قابلة للتمديد مرة واحدة.
وألقَت مجلة "جون أفريك" الضوء على الجنرالات الموالين لعائلة ديبي الذين يُشكّلون حاليًا المجلس الانتقالي، واصفةً إياهم بـ"أسياد تشاد الجدد".
طاهر إردة
أحد رجال الرئيس الراحل الموثوق بهم. يشغل حاليًا منصب مدير المخابرات العسكرية، وسبق له أن شغل منصب رئيس أركان القوات المسلحة.
انضمّ طاهر إلى ديبي خلال التمرّد ضد حسين حبري عام 1989، وهو أيضًا أحد أفراد قبيلة ديبي (الزغاوة)، كما أن شقيقه حميد متزوج من إحدى بنات الرئيس الراحل.
أحمد يوسف محمد إتنو
ابن شقيق إدريس ديبي، والمدير العام للشرطة، ويُوصف بأنه مقرّب من محمد إدريس ديبي، حيث عمل معه في مسارح عمليات مختلفة، (قاتل بشكل خاص حول بحيرة تشاد). وهو النائب الأول لرئيس الأركان العامة للقوات المسلحة أبكر يوسف إيتنو، وأخوه الأصغر. وأبكر كان مقربًا جدًا من الرئيس السابق، قبل مقتله في مارس/ آذار 2006 أثناء قتال عنيف ضد متمرّدي "التجمع من أجل الديمقراطية والحرية".
أبكر عبد الكريم داود
هو آخر رئيس هيئة أركان لجيوش إدريس ديبي، ضابط من الزغاوة يبلغ من العمر 53 عامًا، وحضر جنبًا إلى جنب مع الرئيس التشادي السابق منذ مرحلة التمرد ضد حسين حبري. عمل كحارس شخصي لرئيس الدولة قبل أن يترقّى تدريجيًا في الجيش.
سليمان أبكر أدوم
آخر وزير للأمن العام والهجرة في عهد إدريس ديبي، وسبق له أن قاد العمليات العسكرية خلال أحداث فبراير/ شباط 2008، عندما وصل المتمردون إلى أبواب الرئاسة، كما شغل مناصب قيادية في الخارج لا سيما في إفريقيا الوسطى عام 2014.
محمد إسماعيل تشابو
الرئيس السابق لجهاز الأمن القومي والاستخبارات العسكرية، وزير الإدارة الإقليمية الحالي والمستشار الأمني السابق لإدريس ديبي. يتمتع بعلاقات جدية مع الاستخبارات الفرنسية، وهو صديق مقرّب لأجهزة الأمن السودانية.
بشارة عيسى جاد الله
خدم رئيسًا للأركان في عهد الرئيس الراحل، وكان أيضًا مستشارًا للشؤون الأمنية والعسكرية وتولّى مرتين حقيبة الدفاع. له أهمية خاصّة بسبب علاقاته مع السودان، فهو ابن عم محمد حمدان دقلو (حميدتي) نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي السوداني.
أوكي محمد يايا دغاش
وزير الداخلية والأمن الأسبق، وهو آخر مستشار دفاع وأمن إدريس ديبي وكان ملازمًا له. أرسل محمد يايا دغاش إلى مناطق داخل البلاد لإجراء مفاوضات مع جماعات ساخطة على النظام، كما شغل مناصب في بعثة الأمم المتحدة في جمهورية إفريقيا الوسطى وتشاد.
محمد نور عبد الكريم
كان المستشار الخاص لإدريس ديبي وعضوًا في تمرّد الرئيس الراحل ضد حسين حبري عام 1990. وهو يتمتّع بعلاقات جيدة مع السودان.
في عام 2006، شارك في هجوم الجبهة المتحدة للتغيير على نجامينا. ثم وقّع اتفاق سلام مع الرئيس ديبي إيتنو في ديسمبر/ كانون الأول 2006، قبل أن يتمّ تعيينه وزيرًا للدفاع، وهو المنصب الذي شغله فقط لبضعة أشهر.
عازم برماندوا أغونا
الناطق باسم الجيش التشادي، الذي أعلن وفاة الرئيس إدريس ديبي. وبحكم عمله، يحتفظ بسجل مهم في التعامل مع وسائل الإعلام والمنظمات الدولية.
جيمادوم تيراينا
نائب رئيس المجلس العسكري، وكان مسؤولًا عن الجيوش والمحاربين القدامى وضحايا الحرب.
الجنرال أمين أحمد إدريس
خريج مدرسة الضباط المشتركة، وهو مقرّب من محمد إدريس ديبي، فكلاهما من نفس الجيل. تدرب أمين أحمد إدريس في سيزران، وهو أحد مراكز التدريب الرئيسية لطياري المروحيات العسكرية في روسيا، قبل أن يواصل دروس الضباط في مدرسة باريس الحربية.
عُيّن أمين أحمد إدريس رئيسًا لأركان سلاح الجو في أغسطس/ آب 2019، وكان نائبه العقيد حسن إدريس ديبي نجل الرئيس الراحل.
جييل هيمتشي
المستشار الإداري والمالي السابق لوزارة الدفاع، شغل مناصب قيادية في القوة المشتركة بين تشاد والسودان، وحافظ على علاقات مع البلد المجاور.
يُعتبر هيمتشي من التكنوقراط ذوي الخبرة، وهو أيضًا مؤيد منذ فترة طويلة لنظام ديبي، ولديه علاقات قوية في منطقة الغوران التشادية ولا سيما مع مجتمع أنازاكا الذي يضمّ أيضًا حسين حبري.
جامان مختار
ضابط ذو خبرة كبيرة، شارك في تمرّد إدريس ديبي، وفي تأسيس حركة "الخلاص الوطني"، وقضى معظم حياته المهنية مع قوات الدرك والمفرزة الأمنية المتكاملة، وهي وحدة خاصّة مكلفة بضمان سلامة اللاجئين والنازحين داخليًا.
صالح بن حليكي
يتولى منصب المراقب العام للقوات المسلحة منذ فبراير/ شباط الماضي، بعد عقدين من الخدمة العسكرية.
تدرّب في المدرسة الوطنية للإدارة والقضاء في تشاد، ثمّ تلقّى دورة في مركز الشرطة والإدارة العسكرية في مونبلييه بفرنسا. ويُعتبر من التكنوقراط داخل الجيش التشادي.