Skip to main content

محمية طبيعية في جبال الألب الفرنسية تعاني جراء السياحة المفرطة

الأربعاء 16 أغسطس 2023
يشهد جبل مون بلان زيارة 1000 إلى 1500 شخص في المعدل يوميًا خلال الصيف - غيتي

في صباح أحد الأيام المشمسة، تسطر ماريون غيتيني، أمينة محمية طبيعية، محضر ضبط يُلزِم دفع غرامة في حق شابتين ألمانيتين تخيمان خارج الأوقات المسموح بها في منطقة مواجهة لسلسلة جبال مون بلان فوق شاموني في جنوب شرق فرنسا.

إنها الساعة التاسعة والربع صباحًا، وقد تخطى السياح الوقت المسموح به لتخييم المتنزهين، وبالتالي ارتكبوا مخالفة يُغرّم أصحابها بـ68 يورو. وتشكل القيود وعمليات المراقبة العقابية جزءًا من التدابير المتخذة لحماية المحمية الطبيعية، وبحيراتها من مخاطر السياحة المفرطة.

وتقدّم هذه المناطق السياحية في جبال الألب رؤية لا تُحجب لجبل مون بلان، مع مسارات للتنزه العائلي: وبعد الصعود بالتلفريك من شاموني، يجب السير ساعتين لبلوغ بحيرة بلان على علو 2350 مترًا.

ويشهد الموقع زيارة 1000 إلى 1500 شخص في المعدل يوميًا خلال الصيف، وفق تقديرات الجمعية المكلفة حفظ الموقع.

تقدّم المناطق السياحية في جبال الألب رؤية لا تُحجب لجبل مون بلان - غيتي

ويقر إريك فورنييه، رئيس بلدية شاموني الواقعة في منطقة شاموني -مون بلان بأن "هذه نقطة ساخنة يتعين حلها".

وتضم المنطقة حوالي 13 ألف نسمة و82 ألف سرير سياحي، وقد شهدت ازديادًا في نسبة الإقبال خلال الصيف بنسبة 5% مقارنة مع 2022.

ويشدد رئيس البلدية مع ذلك على الطابع "غير التمثيلي" للموقع مقارنة مع مساحات طبيعية أخرى في المنطقة لا تعاني برأيه من "الإقبال المفرط".

ممنوع السباحة

ويأتي كثر إلى البحيرة خلال النهار، لكن البعض يفضلون المبيت في المكان، داخل ملجأ جبلي أو تحت خيمة.

وفي تلك الليلة، نُصبت حوالي أربعين خيمة حول بحيرات شيزيريس، وهو الموقع الوحيد الذي يُسمح فيه بالتخييم المؤقت، عند سفح بحيرة بلان.

وتستذكر ماريون غيتيني بأن المكان كان يضم "حوالي مئة (خيمة) في مساء 14 يوليو/ تموز"، في العيد الوطني الفرنسي.

وتعزو هذا الإقبال إلى تنامي الرغبة في الاسترخاء بعيدًا من ضغوط الحياة اليومية في مرحلة ما بعد الجائحة، وهو ما انعكس على هذه المنطقة التي تحقق شعبية كبيرة بفضل الترويج عبر الشبكات الاجتماعية.

تشهد المناطق السياحية في حبال الألب زيارة 1000 إلى 1500 شخص في المعدل يوميًا خلال الصيف - غيتي

ولاحتواء موجات السياح بصورة أفضل، تجهد السلطات العامة لإيجاد وسائل تعداد جديدة. ويرتدي احتساب حجم التدفق إلى هذا الموقع صعوبة أكبر مقارنة بـ"نقاط ساخنة" أخرى في المنطقة، مثل تلفريك إغوي دو ميدي أو قطار مير دو غلاس (بحر الجليد)، اللذين باعا على التوالي 345 ألف تذكرة و205 آلاف عام 2022.

وفي الانتظار، تخضع بحيرة بلان منذ بداية الصيف الحالي لتدابير حماية جديدة، بما يشمل وضع حبال لمنع خروج الزائرين عن الدروب المحددة لهم، وأنظمة للتصريح الذاتي عن مواقع التخييم العشوائي، ومنع السباحة خلال شهري يوليو وأغسطس/ آب، وتوعية المتنزهين.

تخضع بحيرة بلان منذ بداية الصيف الحالي لتدابير حماية جديدة - غيتي

وتشهد ساعات الظهر إقبالاً كبيرًا على الموقع من جانب الراغبين في تناول الغداء مع إطلالة جبلية مميزة. ورغم وجود لافتات ضخمة تحدد السلوكيات المحظورة في المكان، يبدو أن الرسالة المطلوبة لا تجد آذانًا صاغية لدى البعض.

وتقول ماريون أرمان، وهي حارسة ملجأ جبلي مجاور "منذ بداية الموسم، اضطررنا ثلاث مرات أو أربع لأن ننهر بأشخاص كانوا يهمون بالنزول إلى المياه للسباحة بالملابس الداخلية".

تعزيز التدابير

وقد مُنعت السباحة في المكان لأسباب مرتبطة بالسلامة العامة، ويُعرّض المخالفون أنفسهم لغرامات مالية.

ومن المشكلات الأخرى في الموقع، المسيّرات، وهي ممنوعة في المحمية الطبيعية.

وخلال خمس عشرة دقيقة، ترصد ماريون غيتيني مسيّرتين. ويبرر زوجان إنكليزيان تسييرهما لهذه الطائرات من دون طيار في المكان بأنهما "يجهلان" أنها ممنوعة.

وتقول حارسة الموقع "نشهد عددًا متزايدًا من المسيّرات" في سماء المنطقة، وهي تحرص على محو أي صور ممنوعة ملتقطة من المكان.

وتفكر الجهات المحلية المعنية في تدابير تنظيمية أخرى تشمل تعزيز الموارد البشرية، وفرض تعرفات مالية بشكل يتكيف مع أشكال الإقامة في الموقع.

ويوصي رئيس بلدية شاموني باعتماد "منهجية أقوى بكثير" في التعامل مع الجمهور الجديد الذي يقصد المنطقة منذ الأزمة الصحية والذي لا يعير اهتمامًا كبيرًا بالسلوكيات الحسنة في المناطق الجبلية.

المصادر:
أ ف ب
شارك القصة