تتوقع السلطات البنمية ارتفاع عدد المهاجرين الذين يعبرون غابة "دارين" إلى الولايات المتحدة، ليتجاوز الرقم القياسي المسجل العام الماضي.
وأفاد وزير الأمن البنمي خوان مانويل بينو، بأنه لغاية الشهر الجاري جرى إحصاء 227 ألف مهاجر عبروا أراضي البلاد، مع توقعات بارتفاع العدد إلى أزيد من 400 ألف مع نهاية العام.
ورغم المخاطر الكبيرة، فإن غابة دارين تشكل ممرًا مهمًا للهجرة من أميركا الجنوبية إلى الولايات المتحدة عبر أميركا الوسطى، وتنشط فيها بقوة عصابات تهريب المخدرات وتهريب المهاجرين أيضًا.
من جانبه، أعلن عمدة نيويورك أن مدينته لم تعد تتسع لاستقبال مزيد من المهاجرين، مشيرًا إلى أن السلطات ستوزع منشورات على الحدود الأميركية مع المكسيك لتشجيع المهاجرين على الذهاب إلى مكان آخر.
ويسعى عمدة نيويورك تدريجيًا إلى تقييد عدد الوافدين الجدد إلى المدينة، التي طالما شكلت ملاذًا آمنًا للمهاجرين.
ما أسباب الهجرة إلى أميركا؟
وفي هذا الإطار، يرى الصحافي فيكتوريوس شمس أن هذه الأرقام ليست مفاجئة، مشيرًا إلى أن الذروة كانت في العام 2018، حيث ذهب باتجاه الولايات المتحدة من أميركا الوسطى حوالي 10 آلاف شخص على شكل مظاهرة باتجاه الحدود المكسيكية الأميركية.
وفي حديث لـ"العربي" من ساو باولو، يرجع شمس أسباب ظاهرة الهجرة إلى عوامل كثيرة، منها ما يتعلق بالأوضاع الاقتصادية السيئة كما هو الحال في الإكوادور وفنزويلا وكولومبيا، حيث إن هناك 60 ألف مهاجر كولومبي في باناما من بين 420 ألفًا ينتظرون دورهم للعبور، كما أن هناك حوالي 60 ألف مهاجر أيضًا فنزويلي.
وفيما يشير إلى أن هناك 420 ألف لاجئ الآن فيما تسمى غابات الجحيم في باناما ينتظرون دورهم، يلفت شمس إلى أن سانتياغو بار رئيس بعثة الهجرة الدولية في باناما كشف أن هناك 100 ألف عبروا باتجاه الولايات المتحدة من بنما وهناك 400 ألف قد يعبرون حتى نهاية هذا العام.
ويتابع الصحافي فيكتوريوس شمس أن الدول التي يهاجرون منها هؤلاء الأشخاص، هي بشكل أساسي فنزويلا وكولومبيا، لكن هناك مهاجرين من دول أخرى في آسيا كأفغانستان وباكستان.
ويردف أن هناك أشخاصًا أيضًا من دول أميركا اللاتينية كتشيلي والبرازيل، مشيرًا إلى أن أسباب هؤلاء قد لا تكون اقتصادية فقط، بل بهدف لم الشمل.
ويقول شمس: لا يبدو أن الولايات المتحدة تقوم بأي شيء عدا الاتفاق مع الحكومات لوقف الهجرة، مضيفًا أن الحكومة البنمية واحدة من الحكومات التي كانت تغض النظر عن المهاجرين ولا تعترضهم إلا من حيث الشكل، فيما تقول الآن تقول إنها ستوقف الهجرة.
ويخلص شمس إلى أن الولايات المتحدة ليس لديها سياسة واضحة إزاء الهجرة إلا التصدي للمهاجرين وإعادتهم إلى الحدود المكسيكية، مشيرًا إلى عدم وجود قانون لجوء في أغلب دول أميركا الجنوبية باستثناء البرازيل.