الجمعة 22 نوفمبر / November 2024

"مخاطر كبيرة".. مخاوف من انتقال أمراض مُعدية جديدة إلى الإنسان

"مخاطر كبيرة".. مخاوف من انتقال أمراض مُعدية جديدة إلى الإنسان

شارك القصة

الخفاش
هناك برامج لاختبار الحيوانات البرية التي تم ربطها بتفشي المرض في الماضي أو التي تعتبر عالية الخطورة مثل الخفافيش والقوارض (غيتي)
طلبت منظمة الصحة العالمية من دول العالم بأسرها تعليق بيع الثدييات البرية الحية في الأسواق الغذائية لوجود مخاطر كبيرة بانتقال أمراض مُعدِية جديدة إلى الإنسان.

سعت منظمة الصحة العالمية، منذ اكتشاف فيروس كوفيد-19 وبدء انتشاره لحل لغز منشئه، الذي لا يزال غامضًا حتى اليوم. واستنادًا للفرضيات التي تم التوصل إليها تتخذ المنظمة بعض الإجراءات التي قد تساعد على تفادي وباء جديد قد يشكل أزمة صحية عالمية كما فعل كوفيد-19.

وفي هذا السياق، طلبت المنظمة اليوم الثلاثاء من دول العالم بأسرها تعليق بيع الثدييات البرية الحية في الأسواق الغذائية لوجود مخاطر كبيرة بانتقال أمراض مُعدية جديدة إلى الإنسان.

وشددت المنظمة في بيان مشترك مع المنظمة العالمية لصحة الحيوان وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة على أن "الحيوانات لا سيّما البرية منها هي مصدر أكثر من 70% من كل الأمراض المعدية الناشئة لدى الإنسان والكثير منها ناجمة عن فيروسات جديدة".

والأكيد أن الانتشار الوبائي لكوفيد-19 والأرق العالمي الذي أحدثه، هو سبب هذه الخطوة، لا سيما وأن انتقال عدوى كوفيد-19 إلى الإنسان من الحيوان هي من أكثر الفرضيات التي رجّحها خبراء كلفتهم الأمم المتحدة التحقق من منشأ الفيروس.

ولم ينجح العلماء في تأكيد هذه الفرضية أو شرح المسار الأصلي لانتقال الفيروس إلى البشر، الذي ربما يكون قد اشتمل على مضيف وسيط؛ فقد كشفت بيانات التسلسل الجيني حتى الآن، أن أقرب قريب معروف لـفيروس كوفيد-19 منتشر في مجموعات خفافيش رينولوفوس.

كيف تختلف فيروسات الحيوانات؟

تعتمد فيروسات الحيوانات، مثل الفيروسات الأخرى، على الخلايا المضيفة لإكمال دورة حياتها. ويجب أن يصيب الفيروس خلية مضيفة، ويعيد برمجتها لصنع المزيد من جزيئات الفيروس، من أجل التكاثر.

تتمثل الخطوة الرئيسية الأولى في العدوى في التعرف؛ فالفيروس الحيواني له جزيئات سطحية خاصة تسمح له بالارتباط بمستقبلات على غشاء الخلية المضيفة. 

أين تكمن خطورة الفيروسات الحيوانية؟

يتخوف العلماء من تأثير فيروسات الحيوانات على صحة الإنسان. يعود ذلك بجزء منه إلى جهاز المناعة لدينا. ويعود الجزء الآخر إلى الانتقاء الطبيعي، فقد يلعب الحيوان المحدد الذي ينقل الفيروس دورًا أيضًا.

لا يملك جهاز المناعة البشري وسيلة للتعامل مع هذه الفيروسات. ولم يتعرف جهاز المناعة أبدًا على هذه الفيروسات الجديدة، لذلك فهو لا يعرف كيفية الاستجابة.

يوضح الباحثون أن معظم الفيروسات التي تدخل جسم الإنسان يتم تدميرها بنجاح بواسطة جهاز المناعة، أو تمر عبر الجهاز الهضمي. ورغم ذلك، يتمكن فيروس حيواني من التكاثر داخل مضيف بشري، بين الحين والآخر.

وبحسب إحدى المقالات التي نشرها "ميديكال نيوز توداي" في وقت سابق، فتعتبر اللحظة التي يتكاثر فيها الفيروس الحيواني داخل جسم الإنسان الأول أمرًا بالغ الأهمية. يمكن للفيروس أن يتحور ويتطور في هذه المرحلة الحرجة ، في ظل القيود الانتقائية لجسم  هذا الإنسان تحديدًا، حيث يتكيف ويحسن نفسه ليتكاثر في هذا المضيف الجديد.

يتعين على جهاز مناعة الإنسان الرد سريعًا و"اللحاق" بتطور الفيروس وخلق استجابة مناعية. قد يستغرق ذلك الكثير من الوقت، وقد يخسر أمام الفيروس السريع.

العلماء يدرسون الحيوانات

دفع انتشار كوفيد-19 بالعلماء حول العالم بتركيز دراساتهم على الحيوانات، حيث تقوم برامج لاختبار الحيوانات البرية التي تم ربطها بتفشي المرض في الماضي أو التي تعتبر عالية الخطورة، مثل الخفافيش والقوارض.

 يتم جمع العينات وتسلسلها لتحديد الفيروسات الجديدة، بما في ذلك تلك التي يمكن أن تصيب البشر.

وتصب جهود العلماء ولا سيّما في جامعة أوهايو الأميركية، لاختبار الحيوانات الأليفة والبرية وحديقة الحيوانات والماشية لمعرفة ما إذا كان يمكن أن تصاب بفيروس "سارس-كوف -2"، المسؤول عن عدوى كوفيد-19.

تابع القراءة
المصادر:
العربي/ وكالات
Close