الخميس 21 نوفمبر / November 2024

مخافة ردود الفعل.. معسكر ماكرون يغيّب صورته عمدًا عن حملته الانتخابية

مخافة ردود الفعل.. معسكر ماكرون يغيّب صورته عمدًا عن حملته الانتخابية

شارك القصة

 أعلن ماكرون حلّ الجمعية الوطنية بعد خسارة حزبه في الانتخابات الأوروبية - رويترز
أعلن ماكرون حلّ الجمعية الوطنية بعد خسارة حزبه في الانتخابات الأوروبية - رويترز
لا تحمل منشورات الحملة اسم ماكرون ولا صورته بل صورة كل من مرشح الدائرة الانتخابية ورئيس الوزراء غابرييل أتال.

يحرص المرشحون من معسكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على تغييب صورته بالكامل عن ملصقاتهم، لخوفهم من ردود الفعل السلبية للناخبين الناقمين عليه، بسبب قراره حل الجمعية الوطنية.

يأتي ذلك مع اقتراب الانتخابات التشريعية المبكرة المحفوفة بالمخاطر للغالبية الرئاسية في فرنسا.

ويقول مساعد برلماني سابق لوكالة "فرانس برس"، طالبًا عدم نشر اسمه: إن "ملصقاتنا تخلو من أي صورة للرئيس".

ويضيف أثناء مشاركته في الحملة الانتخابية لنائب في المعسكر الرئاسي: "وجه الرئيس يغيب عن ملصقاتنا. هذه هي فرصتنا الوحيدة للفوز".

ويشير إلى أن "الرئيس يحدث التوتر لأنه بعد سبع سنوات في السلطة، أصبحنا مرهقين، ولكن أيضًا لأنّه حل الجمعية العامة وتسبّب بأزمة سياسية"، معربًا عن خشيته، على غرار آخرين، من أن تؤول السلطة الى اليمين المتطرف الذي يتصدر حاليًا استطلاعات الرأي.

ومع أن هذا المساعد البرلماني صوّت لماكرون في عامَي 2017 و2022، إلا أنه يؤكد أنه لو تعيّن عليه أن يعيد الكرّة اليوم فهو لن يدعم الرئيس، كونه يأخذ عليه الدعوة للانتخابات المبكرة وإقرار قانون الهجرة المثير للجدل في نهاية 2023. ويقول: "لو تعيّن علي أن أخوض الحملة لصالح ماكرون لما تمكنت من فعل ذلك".

سخط على قرار حل الجميعة الوطنية

وخيبة الأمل هذه بدت واضحة مساء التاسع من يونيو/ حزيران، عندما أعلن ماكرون حل الجمعية الوطنية بعد خسارة حزبه في الانتخابات الأوروبية.

وسادت المقر الرئيسي للحزب الرئاسي في باريس مساء ذلك اليوم مشاعر عدم التصديق ونظرات الذهول على التصفيق الهزيل، الذي حظي به ماكرون إثر إعلانه حل الجمعية الوطنية. وقال ناشط أمام الكاميرات وقد اغرورقت عيناه بالدمع: "هذا ليس قرارًا جيدًا، هذا ليس قرارًا جيدًا".

لكن هذا السلوك ليس عامًا، فبعض الناشطين في المعسكر الرئاسي اختاروا، على قلّتهم، أن يضعوا جانبًا غضبهم إزاء قرار ماكرون حل الجمعية الوطنية والوقوف صفًّا واحدًا خلف رئيسهم، قبل ثلاثة أيام من الجولة الأولى للانتخابات.

وبنبرة ملؤها المزاح، تقول الناشطة السبعينية بول "نحن نلومه على كل شيء، حتى على انقراض الديناصورات"، مؤكدة تأييدها قرار ماكرون الدعوة للانتخابات المبكرة.

لكن ناشطين آخرين في الحزب الرئاسي يبدون أقلّ حماسة من هذه المرأة لقرارات رئيسهم. ويحاول هؤلاء الدفاع عن قرار ماكرون حل الجمعية الوطنية بوضعه في خانة الحاجة إلى "التوضيح"، وهو المصطلح الذي غالبًا ما تستخدمه السلطة التنفيذية لتبرير هذا القرار.

خجل أقل في المجاهرة بانتقاداتهم

ويقول بنجامين إنغرانيسي (30 عامًا) "كان أمرًا لا مفر منه. فبأي حال، المعارضة أرادت إسقاط الحكومة مع بداية الدورة البرلمانية المقبلة".

وعلى الرغم من هذا الدعم لقرارات رئيسهم، إلا أن المنشورات التي يحاولون توزيعها على المارة لا تحمل اسم ماكرون ولا صورته بل صورة كل من مرشح الدائرة الانتخابية ورئيس الوزراء غابرييل أتال الذي لم تتدهور شعبيته بالقدر نفسه.

في الوقت نفسه، أصبح المسؤولون التنفيذيون في المعسكر الرئاسي أقل خجلًا في المجاهرة بانتقاداتهم، مما أعطى هذه الحملة مظهر نهاية عهد رئيس وعد بالتغلّب على الانقسام بين اليمين واليسار وتجفيف منابع التأييد لليمين المتطرّف من طريق تعزيز الاقتصاد.

ولم يتوان رئيس الوزراء الماكروني السابق إدوار فيليب عن توجيه انتقاد لاذع لرئيس الجمهورية في 20 يونيو، معتبرًا أنّ ماكرون الذي أكد أنه سيبقى في السلطة حتى لو فاز حزب التجمّع الوطني اليميني المتطرف بالانتخابات قد "قتل الأغلبية الرئاسية".

وأكد فيليب أنه "يتفهم جيدًا" الغضب العارم الذي أثاره قرار ماكرون في صفوف الرأي العام.

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close