قررت شركات نفط جديدة الالتحاق بركب نظيراتها، التي آثرت الابتعاد عن الملاحة في البحر الأحمر، بسبب التوتر الأمني القائم بين الحوثيين في اليمن من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى.
وأظهرت بيانات "ستاندرد آند بورز غلوبل" عدم قيام كل من "رويال دوتش شل" و"أدنوك" و"ريلاينس إندستريز" بالمرور عبر باب المندب خلال الأيام القليلة الماضية، تلافيًا لتعرض ناقلاتها لنيران جماعة الحوثي في اليمن، الأمر الذي يثبت اتساع دائرة الشركات العالمية التي قررت السير بعيًدا عن البحر الأحمر.
وسيترتب على هذه الشركات النفطية الكبرى، إمضاء أيام أطول في السفر، ودفع تكاليف أعلى لبلوغ الوجهة النهائية، من خلال اتخاذها مسار رأس الرجاء الصالح، وهو ما تراه تلك الشركات أقل ضررًا من عبور ممر محفوف بالمخاطر.
تفادي عبور خليج عدن
وبعيد إعلان شركات شحن تجارية عن تفادي عبور خليج عدن، خشية تعرضها لنيران الحوثيين أو لصواريخ التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، نسجت كيانات نفطية ضخمة على المنوال ذاته، بإعلان "بريتيش بتروليوم" قبل أيام عن تحويل رحلاتها صوب إفريقيا.
وقد فعلت الأمر نفسه "تورم" الدنماركية، بينما آثرت الأميركية "شيفرون" مراقبة التطورات الأمنية عن كثب.
ويترافق هذا الواقع مع بدء تآكل مخزونات الديزل وزيت الغاز في منطقة اليورو، البالغة حاليًا نحو مليوني طن، أي أقل من معدلاتها للعام الماضي بواقع 6%.
وما يزيد من حالة الحذر في القارة الأوروبية، هو قرب بدء تنفيذ المصافي الأميركية لصيانتها السنوية، بما يقلل من فرص شحن موارد الطاقة المختلفة باتجاه من غرب الأطلسي إلى شرقه.
مخاوف من تعقد الموقف
ويخشى العالم الذي يستهلك يوميًا أكثر من مئة مليون برميل من الذهب الأسود، أن يتعقد الموقف في البحر الأحمر، وهو الدرب الذي جدّد التأكيد على مكانته في التجارة العالمية، التي لا يمكنها النهوض والازدهار دون سلوكه.
ومنذ أسابيع، يشنّ الحوثيون هجمات على السفن المرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر، نصرةً للفلسطينيين الذين يتعرضون لعدوانٍ مستمر منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم. وردت الولايات المتحدة بضربات قصفت من خلالها مواقع في اليمن كان آخرها ما نفذته صباح اليوم الخميس.