استمرت أسعار النفط، الثلاثاء، في تراجعها بالتزامن مع ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا إلى أعلى مستوياتها منذ مارس/ آذار، ما يؤجج في كلتا الحالتين المخاوف من ركود.
وارتفعت أسعار الأسهم الرئيسة وسط توقعات بعدم رفع الاحتياطي الفدرالي كلفة الاقتراض 75 نقطة أساسية للمرة الثالثة على التوالي الشهر المقبل، في أعقاب تراجع التضخم في الولايات المتحدة.
وعلى الرغم من ذلك، قالت محللة الاستثمارات والأسواق لدى هارغريفز لانسداون، سوزانا ستريتر إن القلق يتصاعد "إزاء الآفاق القاتمة للنمو الاقتصادي العالمي وسط تباطؤ الاقتصادات في أنحاء العالم ما يؤدي إلى انخفاض أسعار النفط تحسبًا لتراجع الطلب".
وتراجعت عقود الخامين الرئيسيين وبلغ انخفاضها نحو 3% الإثنين، مع تراجع توقعات الطلب وسط مؤشرات اقتصادية ضعيفة لدى الاقتصادات الكبرى وخصوصًا الصين.
وهبطت العقود الآجلة لخام برنت 2.47 دولارًا إلى 92.63 دولارًا للبرميل بحلول الساعة 15:50 بتوقيت غرينتش بعد أن سجلت في وقت سابق مستوى مرتفعًا عند 95.95 دولارًا.
وتراجعت عقود الخام الأميركي 2.60 دولارًا إلى 86.81 دولارًا للبرميل بعد أن قفزت في وقت سابق إلى 90.65 دولارًا.
تأثير إحياء الاتفاق النووي
وشكلت المؤشرات حول احتمال التوصل إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران عاملًا إضافيًا دفع الأسعار إلى التراجع إذ أنه قد يتيح عودة النفط الإيراني إلى الأسواق العالمية.
فطهران يمكن أن توفر 2,5 مليون برميل يوميًا، ما يعزز الإمدادات التي أعاقتها العقوبات المفروضة على روسيا ردًا على غزوها أوكرانيا.
إضافة إلى ذلك، زادت ليبيا إنتاجها، ما ساهم في انخفاض الأسعار إلى أدنى مستوياتها في ستة أشهر والقضاء على المكاسب التي تحققت بعد اندلاع الحرب على أوكرانيا.
إلا أن راي أتريل من بنك أستراليا الوطني قال إن "اتفاقًا مع إيران قد لا يحظى بشعبية لدى الناخبين الأميركيين، لذا من الصعب تصور ذلك قبل انتخابات منتصف الولاية الرئاسية في نوفمبر/ تشرين الثاني".
وأضاف: "لكن الأسواق في الوقت الحالي تميل إلى التفاؤل، والآمال في التوصل إلى اتفاق ... زادت من هبوط أسعار النفط".
في انتظار الرد الأميركي
وكان الاتحاد الأوروبي يدرس الثلاثاء رد إيران على نص "نهائي" بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 مع القوى الكبرى والذي قدمه في محادثات في فيينا.
قالت الولايات المتحدة الإثنين إنها ستبلغ منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ردها على النص الذي قدمه في الثامن من أغسطس/ آب.
وفي أوروبا، ارتفع، الثلاثاء، السعر المرجعي للغاز الطبيعي الهولندي تي تي إف بنسبة 4,7،% وصولًا إلى 230,50 يورو للميغاواط/ ساعة، وهو أعلى مستوى له منذ مطلع مارس أي بعد وقت قصير من بدء التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.
واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الثلاثاء، واشنطن بإطالة أمد الحرب في أوكرانيا فيما وقعت انفجارات في منشأة عسكرية روسية في شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا.
وقال بوتين إن واشنطن "تستخدم شعب أوكرانيا كوقود للمدافع" منتقدًا الولايات المتحدة لتزويد كييف بالأسلحة.