الجمعة 13 Sep / September 2024

مخاوف من توسع الصراع.. تعهدات بتقديم 1.5 مليار دولار لدعم السودان

مخاوف من توسع الصراع.. تعهدات بتقديم 1.5 مليار دولار لدعم السودان

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول آلية وصول المساعدات الدولية إلى مستحقيها في السودان (الصورة: غيتي)
يحتاج نحو 25 مليون شخص أيّ أكثر من نصف سكان السودان للمساعدة في بلد كان يعد من أكثر دول العالم فقرًا حتى قبل اندلاع الصراع.

وسط هدن هشة في السودان جراء المعارك الدائرة وتفاقم الوضع الإنساني أكثر فأكثر، أعلنت الأمم المتحدة اليوم الإثنين، بتعهّد المانحين، بتقديم نحو 1,5 مليار دولار للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في هذا البلد، والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين فارين من القتال.

وقال منسّق الشؤون الإنسانية في الأمم المتحدة مارتن غريفيث في ختام مؤتمر دولي في مدينة جنيف السويسرية خصّص للأزمة السودانية، "اليوم، أعلن مانحون عن قرابة 1,5 مليار دولار للاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة".

بعد شهرين ونيّف على اندلاع المعارك، تتخوّف الأمم المتحدة من اتّساع نطاق الأزمة إلى خارج البلاد بما يهدد استقرار دول إفريقية مجاورة.

وقال غوتيريش أمام المشاركين في المؤتمر: إنّ "حجم وسرعة غرق السودان في الموت والدمار غير مسبوق. من دون دعم إضافي قوي يمكن أن يصبح السودان بسرعة مكانًا لانعدام القانون ولنشر عدم الأمان في أنحاء المنطقة".

قطر تتعهد بـ 50 مليون دولار 

وتعهدت دولة قطر، بتقديم 50 مليون دولار لدعم اللاجئين والاستجابة الإنسانية في السودان، فيما أعلنت مصر استقبالها ما يربو عن ربع مليون سوداني، محذرة من "كارثة إنسانية".

جاء ذلك في كلمتين لرئيس وزراء قطر وزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، ووزير الخارجية المصري سامح شكري، خلال مشاركتهما في مؤتمر دعم الاستجابة الإنسانية بالسودان، الذي انطلق عن بعد برئاسة السعودية، وفق مصادر عربية رسمية.

وقال وزير خارجية مصر في كلمته بالمؤتمر، إن "الصراع الدائر في السودان ينذر بحدوث كارثة إنسانية في السودان ودول الجوار".

وأشار إلى أن "استمرار أعمال العنف منذ أكثر من 3 أشهر، دفع أكثر من مليون ونصف سوداني إلى النزوح داخليًا، وفرار 350 ألف شخص إلى دول الجوار، ما مثل ضغطًا إضافيًا يتجاوز قدراتها".

وأكد شكري أن "مصر قدمت 300 طن من المساعدات الطبية والغذائية العاجلة، بالإضافة إلى استقبال ما يربو على ربع مليون سوداني، أي ما يعادل 60% من إجمالي الفارين من أعمال العنف"، بحسب تغريدة مقتضبة نقلتها الخارجية المصرية من كلمته.

وأضاف: "تحثُ مصر المجتمع الدولي على ضرورة توفير المساعدات الاغاثية العاجلة للسودان".

وشدد الوزير المصري على "توفير التمويل اللازم لتنفيذ مشروعات تنموية لدعم صمود المجتمعات المضيفة للأشقاء السودانيين في دول الجوار وتحقيق التعايش السلمي والتناغم المجتمعي فيها".

السعودية تتعهد بـ 100 مليون دولار

وفي 13 من الشهر الجاري، أعلنت الخارجية السعودية أنها ستترأس في 19 من الشهر ذاته، بشكل مشترك مؤتمرًا رفيع المستوى لإعلان التعهدات ودعم الاستجابة الإنسانية في السودان والمنطقة، بمشاركة قطر ومصر وألمانيا والأمم المتحدة، إضافة للاتحاد الأوروبي والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين.

وأشارت الخارجية المصرية في تغريدة على تويتر إلى أن "المؤتمر يُعقد افتراضيًا بدعوة وبتنظيم مشترك من مصر والسعودية وقطر وألمانيا والأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي".

وفي كلمته بافتتاح المؤتمر، قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، إن "بلاده تعمل على تقديم مساعدات إنسانية بقيمة 100 مليون دولار".

وأوضح أن "السعودية قامت بتسيير جسر جوي للمساعدات وصل حتى اليوم إلى 13 طائرة، إضافة إلى جسر بحري يحوي باخرتين، فضلًا عن إطلاق حملة شعبية (لجمع تبرعات) عبر منصة ساهم (الحكومية)".

وأشار الوزير السعودي إلى أن "المملكة ساهمت في إنشاء منطقة إنسانية لبرنامج الأغذية العالمية بجدة، تكون مركزًا لتخزين وإرسال المساعدات للسودان ودول الجوار المتضررة من الأزمة".

"صندوق للتعهدات"

وفي هذا الإطار، قال عدلان أحمد عبد العزيز عضو مجلس الشبكة السودانية لحقوق الإنسان، إن الجميع يتمنى أن تكون التعهدات أكبر على أن يتم الاستفادة بشكل جيد من المساعدات الكبيرة التي لم تصل إلى وجهاتها، وأشار إلى أنه يجب وضع آلية تمكن من إيصال هذه المساعدات إلى مستحقيها بمشاركة المنظمات الدولية.

وأضاف في حديث لـ "العربي" من واشنطن، أن "الأهم هو كيف يجري الاستفادة من هذه الأموال التي جرى التعهد بها للسودانيين؟ ولذلك فقد كان سبق أن رصدت مبالغ في السنوات السابقة ولم يتم الوفاء بها".

ومضى عبد العزيز يقول، "نطمح أن تكون هذه الأموال في صندوق كي يجري توزيعها لاحقًا في السودان وخاصة أن مستودعات الأغذية قد تضررت جراء الحرب".

احتياجات إنسانية ملحة

وأعلنت السعودية والولايات المتحدة، بدء سريان هدنة جديدة أمس الأحد، في جميع أنحاء السودان من الساعة السادسة صباحًا (04:00 ت.غ) لمدة 72 ساعة بين طرفي الصراع وهما الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو "حميدتي".

وتسبّب النزاع بمقتل أكثر من 2000 شخص وفق آخر أرقام مشروع بيانات الأحداث وموقع النزاع المسلح (أكليد). إلا أنّ الأعداد الفعليّة قد تكون أعلى بكثير، حسب وكالات إغاثة ومنظّمات دوليّة.

كذلك، تسبّبت المعارك بنزوح أكثر من 2,2 مليون شخص، لجأ أكثر من 528 ألفًا منهم إلى دول الجوار، وفق المنظّمة الدوليّة للهجرة.

وعبر أكثر من 149 ألف شخص نحو تشاد الحدوديّة مع إقليم دارفور، حيث تثير الأوضاع قلقًا متزايدًا خصوصًا في الجنينة مركز ولاية غرب دارفور، إحدى الولايات الخمس للإقليم.

ووفق تقديرات للأمم المتّحدة، يحتاج 25 مليون شخص، أي أكثر من نصف سكان السودان وعددهم نحو 45 مليونًا، للمساعدة في بلد كان يُعدّ من أكثر دول العالم فقرا حتى قبل اندلاع النزاع.

وأشارت الأمم المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر الى أن خطة الاستجابة الإنسانية التي أعدّتها جمعت 16% فقط من التمويل المطلوب.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - وكالات
تغطية خاصة
Close