الأحد 8 Sep / September 2024

مخصصة للأطفال.. أدوية مصنعة بالطابعات ثلاثية الأبعاد في فرنسا

مخصصة للأطفال.. أدوية مصنعة بالطابعات ثلاثية الأبعاد في فرنسا

شارك القصة

تتمثل فائدة هذه الأدوية المطبوعة من خلال تسهيل تناولها - غيتي
تتمثل فائدة الأدوية المطبوعة من خلال تسهيل تناولها - غيتي
يؤكد الصيدلي في معهد غوستاف روسي، ماكسيم أنرو، أنه باستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، جرى التمكن من تغيير طعمها وجعل قوامها محبباً أكثر.

لتسهيل تناول الأدوية، خصوصًا لدى الأطفال، بدأت مستشفيات فرنسية تجهّز نفسها بطابعات ثلاثية الأبعاد تسمح بتخصيص نكهات العلاجات وشكلها وجرعاتها.

وهذه تقنية آخذة في التطوّر من شأنها أن تفتح آفاقًا علاجية قد تشمل مستقبلًا فئات متعددة من المرضى.

أدوية تمت برمجة جرعاتها

وقد رُكّبت اثنتان من هذه الآلات التي تصنعها شركة "فابركس" FabRx الإنكليزية الناشئة، في صيدلية معهد غوستاف روسي للسرطان قرب باريس.

ومن خلال شبكها بجهاز الكمبيوتر، يمكن لهذه الطابعات تصنيع أدوية تمت برمجة جرعاتها وشكلها مسبقًا.

وتُركّب محقنة مثل خرطوشة حبر، وتطلق عجينة صغيرة مستديرة على لوحة معدنية سُخّنت مسبقًا.

ويجمع الصيدلي في معهد غوستاف روسي، ماكسيم أنرو، الأدوية. ويقول: "إنها تشبه إلى حد ما العلكات gummies"، وهي مكملات غذائية تباع على شكل حلوى صمغية.

ويشير إلى أن المعجون الذي تصنعه الآلة يكون "قابلًا للمضغ، وتُستخدم نكهة النعناع لإخفاء طعم المكوّن النشط".

لا يزال التصنيع في مراحله الأولية، ومن المفترض أن يتسارع مع بداية العام الدراسي - غيتي

لا يزال التصنيع في مراحله الأولية، ومن المفترض أن يتسارع مع بداية العام الدراسي - غيتي

ويحتوي هذا المعجون على مضاد حيوي، يُوصَف للأطفال المصابين بمرض سرطاني يسمى "ساركوما الأنسجة الرخوة" ويطال الأنسجة الدهنية، والأنسجة العضلية، والأوعية الدموية، والأوعية اللمفاوية، والأعصاب، وما إلى ذلك.

وقد نشأت فكرة تخصيص الأدوية للأطفال من حاجة معينة، وفق الصيدلي الذي يوضح أن "أطباء الأطفال في المستشفى أبلغونا بأن المضاد الحيوي، الموصوف على شكل سائل لمنع الآثار غير المرغوب فيها للعلاج الكيميائي، كان يلقى رفضًا بسبب طعمه السيئ".

أدوية حسب الطلب

وباستخدام الطابعة ثلاثية الأبعاد، جرى التمكن من تغيير طعمها وجعل قوامها محببًا أكثر، وفق أنرو الذي أعرب عن أمله في أن يكون تناول هذه الأدوية الجديدة أسهل على الأطفال.

ولا يزال التصنيع في مراحله الأولية، ومن المفترض أن يتسارع مع بداية العام الدراسي.

ويضيف أنرو: "سنكون قادرين على تصنيع 60 مضادًا حيويًا في الساعة، أيّ 500 جرعة يوميًا".

وبفضل التكنولوجيا التي تتطور باستمرار، يأمل أن يتمكن قريبًا من العمل مع "ثلاث طبقات من الطباعة في وقت واحد"، ما سيسمح بإجراء تحسينات، مثل إضافة "نكهة الكولا، التي يُفترض أن تلقى استحسانًا أكبر لدى الأطفال".

وتتمثل فائدة هذه الأدوية المطبوعة في تحسين الامتثال العلاجي من خلال تسهيل تناولها. ولكنها تكمن أيضًا في إمكانية تكييف الجرعات مع تركيبة الأطفال المورفولوجية.

ويوضح ماكسيم أنرو أنه "غالبًا ما يتكبد قطاع صناعة الأدوية مبالغ طائلة لتطوير أشكال للأدوية تناسب الأطفال". 

ومع هذه الآلة، من الممكن برمجة جرعات 100 أو 150 أو 200 ميليغرام، وما إلى ذلك، حسب الطلب. وبحسب الصيدلي، فإن مستشفيات أخرى في فرنسا تستخدم بالفعل هذه الأدوية "المصممة حسب الطلب".

ويتوقع أن "يزداد الطلب بسرعة كبيرة" على هذه الأدوية. وتسجل سوق هذه الأدوية ازدهارًا في أوروبا.

وكان مستشفى فال ديبرون في مدينة برشلونة الإسبانية أول من يعتمد هذه التقنية، تلاه مستشفى ليدن في هولندا.

وفي صيدلية "ديلبيش" في باريس، المتخصصة في تركيب الأدوية، يتم اختبار نماذج دوائية مصنوعة بالطابعة ثلاثية الأبعاد تتمتع بميزات "أكثر ملاءمة للأطفال.. والحيوانات".

تابع القراءة
المصادر:
أ ف ب
Close