مداهمات بعد عملية القدس.. الاحتلال يصعد حملته الأمنية في مخيم شعفاط
صعّد جيش الاحتلال الإسرائيلي من حملته الأمنية في مخيم شعفاط بالقدس المحتلة، بعد عملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل مجندة إسرائيلية وإصابة اثنين من جنوده عند حاجز عسكري.
واندلعت اشتباكات بين مقاومين وقوات الاحتلال عقب اقتحام هذه الأخيرة للمخيم للبحث عن منفذ العملية، حيث واصل الاحتلال إغلاق مداخل بلدة عناتا وضاحية السلام ومخيم شعفاط شمال شرقي القدس المحتلة.
وجاءت عملية شعفاط في القدس بعد تنفيذ قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحامًا لمخيم جنين، أسفر عن سقوط شهيدين وجرح 11 آخرين، في استهداف جديد للمقاومين الفلسطينيين، في المدينة الواقعة شمالي الضفة الغربية المحتلة.
إصابات واعتقالات في شعفاط
وأُصيب الليلة الماضية العشرات من الفلسطينيين في مخيم شعفاط بحالات اختناق خلال اقتحام قوات الاحتلال للمخيم واستهدافها لمنازل المواطنين بالغاز المسيّل للدموع بكثافة، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية "وفا".
وكان أهالي مخيم شعفاط قد تلقوا نبأ تنفيذ العملية بإطلاق الألعاب النارية ابتهاجًا، غير أن هذه الأجواء لم تلبث طويلًا، حيث عمد الاحتلال إلى إغلاق المنطقة وهاجم المخيم بقواته الخاصة بحثًا عن مطلقي النار.
وبينما انتشر الجنود على أسطح المباني، استدعى الاحتلال طائراته لتأمين عملية البحث عن المقاومين.
وتصدّى للهجوم على شعفاط أبناء المخيم، لتندلع على إثره اشتباكات استخدم الاحتلال فيها الرصاص الحي وقنابل الغاز بكثافة. وأظهرت تسجيلات مصوّرة اعتقال الاحتلال لعدد من الفلسطينيين بينهم مسنون.
إلى ذلك، أفادت "وفا" بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال اقتحمت ضاحية السلام، التي تقع بين مخيم شعفاط وبلدة عناتا، وداهمت منازل المواطنين الفلسطينيين واعتقلت عددًا منهم، بينهم رجل وزوجته وابنه من عائلة التميمي.
إلى ذلك، نقلت الوكالة الرسمية الفلسطينية عن رئيس بلدية عناتا طه نعمان أن قوات الاحتلال أغلقت المدخل الوحيد للبلدة منذ الليلة الماضية، وداهمت عددًا من منازل المواطنين.
وبحسب نعمان، فلم يتمكن الطلاب من الوصول إلى مدارسهم، التي تقع بعد مدخل البلدة الرئيسي، كما مُنع الموظفون الذين يعملون خارج البلدة من التوجّه إلى عملهم.
ولفت إلى أن مواجهات اندلعت في البلدة، أطلقت قوات الاحتلال خلالها قنابل الصوت والغاز باتجاه المواطنين، دون أن يبلغ عن إصابات.
"رد طبيعي على جرائم الاحتلال"
ونفّذ مقاوم فلسطيني عملية إطلاق النار على الحاجز العسكري عند مدخل مخيم شعفاط مساء أمس السبت.
آزره في العملية مقاومون آخرون على متن مركبة؛ ما أسفر عن مقتل مجندة وإصابة اثنين آخرين وانسحاب المنفذين، وفق ما أعلنه الجيش الإسرائيلي.
وفي تعليقها على عملية شعفاط، قالت حركتا حماس والأحرار إنها رد طبيعي على جرائم الاحتلال بحق الشعب الفلسطيني والمسجد الأقصى المبارك.
أما حركة الجهاد، فاعتبرت أن العملية تأتي في إطار تصاعد المقاومة في الضفة المحتلة بشكل منظم ومتطور.
وأمام عملية الانتقام ستواجه القدس موجة اقتحامات للمسجد الأقصى المبارك مع حلول عيد العرش اليهودي، استجابة لدعوات جماعات متطرفة.
وسيرافق هذه الاقتحامات عنف مفرط تعمد إليه قوات الاحتلال كل يوم وساعة، وليس ببعيد أن يشهد الأقصى عمليات اعتقال وإطلاق نار وقنابل غاز على المرابطين.