أعلن رئيس مجلس إدارة "قطر للطاقة" سعد الكعبي، اليوم الإثنين، أن "الشركة وقعت اتفاقية بيع وشراء مدتها 27 عامًا مع شركة سينوبك الصينية"، وهي الاتفاقية الأطول في تاريخ صفقات الغاز الطبيعي المسال.
واعتبر الكعبي أنّ "هذا الاتفاق يُعد علامة فارقة في أول اتفاقية بيع وشراء لمشروع حقل الشمال الشرقي، والتي تبلغ أربعة ملايين طن لمدة 27 عامًا، لشركة سينوبك الصينية".
وأشار رئيس مجلس الإدارة إلى أنّ هذه الصفقة هي "أكبر اتفاقية تجارية خاصة يتم توقيعها على الإطلاق في تاريخ صناعة الغاز الطبيعي المسال".
وحقل الشمال جزء من أكبر حقل للغاز في العالم تشترك فيه قطر مع إيران.
ووقعت شركة قطر للطاقة في وقت سابق من هذا العام خمس صفقات لحقل الشمال الشرقي الذي يمثل المرحلة الأولى والأكبر من خطة توسعة حقل الشمال المكونة من مرحلتين وتشمل ستة قطارات (مرافق تسييل وتنقية) للغاز الطبيعي المسال من شأنها زيادة قدرة التسييل في قطر من 77 مليون طن إلى 126 مليون طن سنويًا بحلول عام 2027.
كما وقعت لاحقًا عقودًا مع ثلاثة شركاء لحقل الشمال الجنوبي وهو المرحلة الثانية من التوسعة.
وقطر هي أكبر دولة مصدرة للغاز الطبيعي المسال في العالم بالفعل وسيعزز مشروع توسعة حقل الشمال مكانتها ويساعد في ضمان إمدادات طويلة الأجل من الغاز إلى أوروبا التي تسعى لإيجاد بدائل للغاز الروسي.
اتفاق تاريخي
وفي هذا الإطار، أوضح الصحافي الاقتصادي المختص في شؤون الطاقة طارق الشيخ، أن هذا الاتفاق جاء بعد مجموعة من الاتفاقات التي وقعت مع كبرى الشركات العالمية المعروفة في صناعة النفط والغاز، لتوسعة حقل الشمال الشرقي.
وأشار في حديث لـ"العربي" من مدينة لوسيل القطرية، إلى أن الاتفاق الذي وُقع اليوم تاريخيًا في التوقيت، كما أنه يعد أول اتفاق من نوعه يبرم بين شركتين في صناعة الغاز، لافتًا إلى أن مجموعة من الإجراءات سبقت هذا الاتفاق.
وأضاف الشيخ أن الاتفاق يعكس مدى الثقة الكبيرة واطمئنان الطرفين، لأن الاتفاقية عقدت لـ25 عامًا، كما أن هناك طموحات كبيرة بحجم الاتفاق ومدى الفترة الزمنية الطويلة.
وأردف أن للاتفاق تأثيرات كبيرة على الاقتصاد القطري، وهو الأول من نوعه من مشتري لإنتاج الحقل الشمالي الشرقي، مشيرًا إلى أن قطر تُعتبر واحدة من أهم الركائز التي تعتمد عليها الصين.
وتابع الشيخ: "سيكون لقطر نصيب كبير بموجب الاتفاقية من الميناء الأخضر في جيانفغسو في الصين الذي يستقبل حوالي 20 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال".
وأشار إلى أن دول الشرق ستكون من المشترين للغاز القطري في السنوات القادمة، لأن الأوروبيين برغم الاتصالات والزيارات المتكررة لم يقدموا أشياء ملموسة أو طلبات محددة للشراء، ما يعد مبعثًا للشكوك بين الطرفين.