الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

مدينة أثرية عمرها 3400 عام.. الجفاف يكشف مدينة "زاخيكو" في الموصل

مدينة أثرية عمرها 3400 عام.. الجفاف يكشف مدينة "زاخيكو" في الموصل

شارك القصة

فقرة ثقافية حول اكتشاف موقع أثري يعود إلى إمبراطورية "ميتاني" في عام 2019 بفضل موجة الجفاف (الصو ة: تويتر)
ساهم جفاف خزان سد الموصل بانكشاف مباني المدينة القديمة، بما في ذلك تحصينات ضخمة ومبنى ومجمع صناعي، يعود تاريخها إلى إمبراطورية ميتاني الغامضة قبل 3400 عام.

ظهرت مدينة "زاخيكو" المفقودة إلى السطح بعد أن أمضت عقودًا تحت الماء في خزان الموصل على نهر دجلة في العراق.

وقد ظهرت المستوطنة التي يبلغ عمرها 3400 عام في وقت سابق من هذا العام، بعد فترة طويلة من الجفاف الشديد في البلاد التي دفعت لسحب كميات كبيرة من المياه من الخزان لري المحاصيل، مما تسبب في انخفاض مستويات المياه.

ونتج عن ذلك انكشاف مباني المدينة القديمة، بما في ذلك تحصينات ضخمة ومبنى تخزين متعدد الطوابق ومجمع صناعي، يعود تاريخها إلى 3400 عام، زمن إمبراطورية ميتاني الغامضة أي للفترة الممتدة بين 1550 و1350 قبل الميلاد.

فرصة جديدة للتنقيب

وقام فريق من علماء الآثار الألمان والأكراد بالتنقيب لأول مرة في مدينة ميتاني التي تعود إلى حقبة الإمبراطورية خلال فترة جفاف في عام 2018، لكنهم لم يتمكنوا من التحقيق بشكل كامل قبل أن تغمرها المياه مرة أخرى.

لذا فإن هذه الموجة الجافة الأخيرة غير المتوقعة أتاحت فرصة للتنقيب ولتوثيق أكبر قدر ممكن من مدينة العصر البرونزي، قبل أن يرتفع منسوب المياه مرة أخرى.

تقع المدينة القديمة الواسعة في كيمون في إقليم كردستان العراق. وتم بناء سد الموصل بين عامي 1981 و1984، وفي الربيع التالي بدأ في غمر نهر دجلة وملء الخزان. وأدى ذلك إلى غرق العديد من المواقع الأثرية في المنطقة، بما في ذلك كمون.

وقاد الحفريات رئيس هيئة الآثار الكردستانية الدكتور حسن أحمد قاسم والدكتور إيفانا بولغيز من جامعة "فرايبورغ" والدكتور بيتر بفالزنر من جامعة "توبنغن" الذين أعلنوا نتائج بحثهم قبل أيام.

 جدران وأوان وألواح طينية

وكانت جدران الحصن، التي يبلغ ارتفاع بعضها عدة أمتار، في حالة جيدة للغاية على الرغم من بقائها تحت الماء لأكثر من 40 عامًا. وبقيت هذه الجدران المصنوعة من طوب اللبن المجفف بالشمس بحالة جيدة لأن المبنى كان مغطى بطبقة واقية من الركام أثناء الزلزال الذي دمر المدينة عام 1350 قبل الميلاد.

وقالت بولغيز: "إن المبنى الضخم له أهمية خاصة لأنه لا بد من تخزين كميات هائلة من البضائع فيه، وربما تم إحضارها من جميع أنحاء المنطقة".

وأوضح حسن قاسم أن نتائج الحفريات تظهر أن الموقع كان مركزًا مهمًا في إمبراطورية ميتاني.

آثار امبراطورية ميتاني

كما تم اكتشاف خمسة أوان خزفية تحتوي على أكثر من 100 لوح مسماري، يعود تاريخها إلى الفترة الآشورية الوسطى بعد وقت قصير من الزلزال. وعُثر على بعض الألواح الطينية التي قد تكون حروفًا، في مظاريفها الطينية وهي قيد الترجمة.

ويأمل علماء الآثار أن يقدموا معلومات مهمة حول نهاية فترة ميتاني وبداية الحكم الآشوري في المنطقة، بما في ذلك معلومات عن السياسة والاقتصاد والتاريخ.

ومن جهته، قال بفالزنر: "إنها لمعجزة أن تبقى الألواح المسمارية المصنوعة من الطين غير المحروق كما هي لعقود عديدة تحت الماء".

قصر إمبراطورية ميتاني

تضاف هذه الآثار إلى قصر كُشف في عام 2018 يعود لإمبراطورية ميتاني الغامضة، عندما تسبب الجفاف الشديد في البداية في انحسار السد. واعتبر ذلك الاكتشاف الأثري الأهم في المنطقة خلال العقود الأخيرة. 

وكانت إمبراطورية ميتاني تضم أراضي بين العراق وسوريا. والميتانيون هم هندوآريون انتقلوا إلى كردستان العراق في بداية الألف الثاني قبل الميلاد. 

وقد أكّد أستاذ التاريخ  في الجامعة المستنصرية علي النشمي أن اكتشاف ذلك القصر جاء من خلال الصدفة المحضة حيث إن الأراضي التي غمرها سد الموصل كانت قد استكشفت ونقب عنها عبر بعثات محلية وأجنبية قبل أن تغمرها المياه بحوالي أربع أو خمس سنوات. 

وقال النشمي في حديث إلى "العربي" من بغداد: "لم يكن معروفًا إطلاقًا وجود هذا القصر"، لافتًا إلى أن عاصمة إمبراطورية ميتاني غير محددة والمعلومات عن تلك الإمبراطورية واللغة التي كانت تستخدمها غير واضحة. 

ولفت إلى أن إمبراطورية ميتاني قامت في نفس الوقت الذي قامت فيه الإمبراطورية الآشورية وفي المكان نفسه تقريبًا. 

ويعد العراق أحد أكثر دول العالم تأثرًا بتغير المناخ، حيث ارتفع متوسط درجات الحرارة بما لا يقل عن 0.7 درجة مئوية خلال القرن الماضي.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close