الجمعة 15 نوفمبر / November 2024

"مراكب الموت" للهرب من الفقر.. الأزمة اللبنانية تدخل مرحلة جديدة

"مراكب الموت" للهرب من الفقر.. الأزمة اللبنانية تدخل مرحلة جديدة

شارك القصة

Mangomolo Video
بحثت الحلقة في أسباب غرق مركب محمّل بالمواطنين في طرابلس شمال لبنان ما فتح الباب على توتّر وغضب تجاه السلطة التي حمّلها المواطنون مسؤولية ما وصلوا إليه من جوع وفقر دفعهم إلى البحر.
تشير التقارير الدولية إلى ازدياد عدد اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر الأمر الذي يدفع هؤلاء إلى الهجرة بعيدًا عن الوطن نحو وجهات تؤمن لهم العيش الكريم.

غرق مركب ليل السبت الأحد قبالة مدينة طرابلس شمالي لبنان. وفيما لم يحسم عدد الركاب الذين كانوا على متنه، إلا أن عدد الناجين حتى الآن بلغ 47، والبحث جار عن المفقودين بعد انتشال جثث عدد من الضحايا.

وجرى الحديث عن ملابسات كثيرة حول أسباب غرق المركب الذي اعترضته البحرية التابعة للجيش اللبناني لمنعه من مواصلة مساره.

وكان على متن القارب عدد كبير من اللاجئين غير النظاميين الذين يبحثون عن مستقبل أفضل خارج لبنان الذي يعيش انهيارًا اقتصاديًا غير مسبوق في تاريخه.

هذه الحادثة أشعلت توترًا في طرابلس حيث دارت مواجهات محدودة بين مواطنين غاضبين والجيش، كما عمل أهالي المدينة على إزالة صور المرشحين للانتخابات النيابية للتعبير عن نقمتهم على الطبقة السياسية.

وتشير التقارير الدولية إلى ازدياد عدد اللبنانيين الذين يعيشون تحت خط الفقر الأمر الذي يدفع هؤلاء إلى الهجرة بعيدًا عن الوطن نحو وجهات تؤمن لهم العيش الكريم.

شاهد يروي المأساة

وفي هذا الإطار، يتهم عميد دندشي وهو والد لثلاثة أطفال مفقودين إثر غرق المركب، هم طفل يبلغ 40 يومًا، وآخر 8 سنوات وفتاة تبلغ 5 أعوام، بحرية الجيش اللبناني بالتسبب بالحادث.

ويلفت دندشي الذي كان على متن المركب المنكوب برفقة أطفاله لـ"العربي" إلى أن زورق الجيش اصطدم بشكل مباشر بالمركب على مدى 3 مراحل.

ويقول إن العسكريين الذين كانوا في المكان لم يمدوا يد العون لركاب المركب المنكوب، كاشفًا أن عدد من كانوا على متن المركب يبلغ نحو 60 شخصًا بينهم نحو 10 إلى 15 طفلًا. 

ويؤكد أن المركب كان قادرًا على الوصول إلى وجهته لولا وقوع الحادث مع البحرية اللبنانية.

هل كان بالإمكان تفادي الحادث؟

بدورها، تشير الأكاديمية والناشطة السياسية منى فياض إلى أن اللبنانيين لم يعتادوا ما قبل المرحلة الحالية على مشاهدة ما وصفتهم بـ"مراكب الموت"، لافتة إلى أن شهادات بعض الناجين من الحادثة في طرابلس محزنة جدًا.

وتطرقت في حديث إلى "العربي" من بيروت إلى تقرير الجيش اللبناني حول الحادثة لناحية تأكيده حصول اصطدام بين مركب المهاجرين وزورق الجيش، وكذلك الحديث عن محاسبة المقصرين.

وخلصت إلى أن هذا التقرير إضافة إلى شهادات بعض الناجين يمكن أن تؤشر إلى أنه كان بالإمكان تفادي هذا الحادث.

وشددت على أن المشكلة في لبنان تتمثل في عدم قدرة المواطنين على الاستمرار بالعيش في ظل الظروف الصعبة.

"السلطة السياسية المسؤول الأول"

مدير مركز المشرق للشؤون الاستراتيجية سامي نادر رأى أن السبب الرئيسي لقوارب الموت هو الوضع الاقتصادي والاجتماعي، لافتًا إلى أن لبنان يعيش أزمة اقتصادية كبرى ليس على الصعيد المحلي فقط بل في العالم أيضًا.

ويقول لـ"العربي" من بيروت :"ركاب المركب المنكوب هربوا من الجحيم ومن الموت البطيئ إلى الموت السريع غرقًا في البحر".

وحول مسؤولية غرق القارب، يلفت نادر إلى أن السلطة السياسية تتحملها بالدرجة الأولى نظرًا إلى أنها لم تقوم حتى اليوم بأي تدبير لانتشال لبنان من الأزمة، مشيرًا إلى أن هذه السلطة تكتفي بإعداد الخطط وإصدار البيانات والتقاط الصور فقط من دون إجراء أي إصلاح.

"غضب مبرر"

أما النائب في البرلمان اللبناني علي درويش فاعتبر أن غضب الأهالي إزاء الكارثة التي حلت بهم مبرر، مقدمًا التعازي لذوي الضحايا.

وأكد في حديث إلى "العربي" من طرابلس أن الرئيس نجيب ميقاتي يعمل ما في استطاعته على رأس الحكومة الحالية لمواجهة التراكمات في ظل الوضع الاقتصادي الصعب.

وأشار إلى أن ميقاتي يسعى قدر المستطاع للتخفيف من وطأة الأزمة تمهيدًا للوصول إلى الوقت المناسب للخروج منها.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
تغطية خاصة
Close