انتشرت في السنوات القليلة الماضية مراكز مساحات العمل في قطاع غزة، وهي تضم مساحات مكتبية صغيرة مزودة بخدمات تقنية متعددة للعاملين عن بعد وفي مجالات التدريب.
ففي تلك المساحات في غزة، تنجز مئات مهمات العمل المختلفة لصالح شركات محلية ودولية، ويعمل فيها مبرمجون ومصممون ورياديو أعمال.
غياب الخدمات يدعم مساحات العمل
ورغم ظروف القطاع الاقتصادية الصعبة التي تحد من نمو المشاريع الخاصة، فإن ضعف شبكة الإنترنت وانقطاع الكهرباء لساعات طويلة ساعد هذه المراكز على النمو والانتشار على نحو ملحوظ.
ويشير أحمد وهو صانع محتوى يعمل من هذه المراكز إلى أن انقطاع الكهرباء والإنترنت في منزله هو ما يجعله يلجأ إلى هذا المكان.
وقد ساهم ازدياد أعداد الموظفين بمجالات العمل عن بعد في غزة والتي تعاني من ارتفاع نسبة البطالة وغياب الوظائف الحكومية في نمو أعمال هذه المراكز وزيادة الاستثمارات فيها.
وقد بدأ محمد صرصور مدير مساحات "ليجو" مشروعه قبل عام بوحدة مكتبية من طبقتين، أمّا الآن فأصبح مشروعه يضم أكثر من 120 وحدة مكتبية في أربعة طوابق. ويلفت في حديث إلى "العربي" إلى تزايد الطلب المستمر على مساحات العمل.
كما تعمل المراكز على توفير فرص عمل للكثيرين بين فترة وأخرى عبر ربطهم بشركات خارجية يبدو أنها وجدت في القطاع ملاذًا لإنجاز الأعمال عن بعد بجودة جيدة وتكلفة أقل.
فرصة للتصدي للبطالة
ويلفت مطوّر الأعمال في حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية أشرف حجازي إلى أن مشاريع مساحات العمل التي بدأت تنتشر بشكل كبير في الآونة الأخيرة ما كانت لولا تزايد فرص العمل للشباب عن بعد في مجالات العمل الحر وريادة الأعمال.
ويوضح حجازي في حديث إلى "العربي" من غزة أن نسبة البطالة كانت 47% في أواخر 2022، يمثل الشباب نصف هذه النسبة.
وقد بدأت هذه الفئة بالبحث عن فرص العمل الحر وريادة الأعمال للهروب من هذا الواقع، ويتطلب ذلك بيئة عمل مزودة بالخدمات التقنية واللوجستية وتوفر بنية تحتية ملائمة.
