سجّلت ولاية ماساتشوستس الأميركية لأول مرة منذ أربع سنوات، إصابة بشرية مؤكدة بفيروس التهاب الدماغ الخيلي الشرقي.
وصنّفت إدارة الصحة العامة في ماساتشوستس عشرة مجتمعات على أنّها معرضة لخطر كبير بسبب الفيروس المعروف أيضًا باسم "Triple E" أو "EEE".
وبدأت السلطات برشّ المبيدات باستخدام الطائرات والشاحنات في هذه المناطق للسيطرة على التهاب الدماغ الخيلي الشرقي.
كما أعلنت بلدات عدة إغلاق المتنزهات الليلية وحظر التجول الطوعي للحد من التعرض للفيروس من الغسق حتى الفجر، عندما يكون البعوض أكثر نشاطًا.
ما هو مرض التهاب الدماغ الخيلي الشرقي؟
التهاب الدماغ الخيلي الشرقي هو مرض فيروسي نادر خطير يُهدّد الحياة، وينتشر بين البشر من خلال لدغة بعوضة مصابة.
ووفقًا للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يُمكن أن تُسبّب العدوى التهابًا وتورمًا في الدماغ والحبل الشوكي. وبينما يموت حوالي 30% من المصابين، غالبًا ما يعاني الناجون من مشاكل عصبية دائمة.
وتبلغ حالات العدوى بالفيروس ذروتها خلال أشهر الصيف، ولكن يُمكن أن تستمرّ الحالات حتى أوائل الخريف.
كيف ينتقل التهاب الدماغ الخيلي الشرقي إلى البشر؟
تُعدّ مستنقعات المياه العذبة والطيور البرية خزّانات للفيروس الذي ينقله البعوض، وتحديدًا أنواع "كوليسيتا ميلانورا".
ولأنّ هذا النوع من البعوض يتغذّى في المقام الأول على الطيور، فهو ليس الناقل الرئيسي للفيروس إلى البشر.
وينتقل فيروس التهاب الدماغ الخيلي الشرقي إلى البشر، عندما يُصاب نوع آخر من البعوض الذي يلدغ البشر والطيور مثل بعوضة "كيولكس"، ويخلق "جسرًا" بين الطيور المصابة والأشخاص غير المصابين، وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض.
ولا يُمكن لالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي أن ينتقل من إنسان إلى آخر أو من حصان إلى إنسان. كما سُجّلت حالات بشرية نادرة لالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي التي انتقلت عن طريق زرع الأعضاء.
ما هي أعراض فيروس التهاب الدماغ الخيلي الشرقي؟
لا تظهر أي أعراض على معظم الأشخاص الذين يُصابون بالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي. إذا ظهرت الأعراض، فإنها تبدأ عادةً في غضون أربعة إلى 10 أيام بعد لدغة بعوضة مصابة.
وتشمل الأعراض ما يلي:
- الحمى
- القشعريرة
- آلام في العضلات
- آلام المفاصل
وتستمرّ هذه الأعراض عادةً لمدة أسبوع إلى أسبوعين. وسيتعافى معظم الأشخاص تمامًا إذا لم يتأثّر الجهاز العصبي المركزي بالفيروس.
يمكن أن تسبب العدوى الشديدة بالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي مرضًا عصبيًا، ما قد يؤدي إلى التهاب الدماغ، أو الأنسجة المحيطة بالدماغ والحبل الشوكي (التهاب السحايا).
وفقًا لمركز السيطرة على الأمراض، تشمل أعراض التهاب الدماغ الخيلي الشرقي الوخيم ما يلي:
- ارتفاع حاد بدرجات الحرارة
- تغيرات سلوكية
- القيء
- الإسهال
- الغيبوبة
ويُمكن أن تُهدّد هذه المضاعفات الحياة، حيث يموت حوالي واحد من كل ثلاثة أشخاص مصابين بالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي. بينما يُعاني العديد من الأشخاص المتعافين، من مشاكل عقلية وجسدية طويلة الأمد، بما في ذلك الإعاقات الذهنية أو النوبات أو اضطرابات الشخصية.
طرق العلاج
لا يوجد علاج أو علاج محدّد لالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي. والمضادات الحيوية ليست فعالة، لأنّ العدوى ناتجة عن فيروس.
وغالبًا ما يُركّز العلاج على تخفيف الأعراض، مثل الراحة، والسوائل لمنع الجفاف، ومسكنات الألم التي لا تستلزم وصفة طبية.
وتتطلّب الحالات الشديدة من التهاب الدماغ الخيلي الشرقي الدخول إلى المستشفى، ومراقبة إضافية ورعاية داعمة.
كيفية الوقاية من التهاب الدماغ الخيلي الشرقي
لا يوجد لقاح يقي التهاب الدماغ الخيلي الشرقي. ولذلك، فإن حماية نفسك من لدغات البعوض هي أفضل طريقة لتقليل خطر الإصابة بالتهاب الدماغ الخيلي الشرقي، والأمراض الأخرى التي ينشرها البعوض.
ويمكن اتخاذ الإجراءات التالية لمنع لدغات البعوض:
- استخدم طارد للحشرات مسجّل لدى وكالة حماية البيئة (EPA).
- ارتداء قمصان وسراويل طويلة الأكمام أثناء الخروج من المنزل.
- الحد من الأنشطة الخارجية من الغسق حتى الفجر، عندما يكون البعوض أكثر نشاطًا.
- تفريغ أو تصريف أي مياه راكدة حول المنزل، حيث يمكن أن يتكاثر البعوض.