تم تعليق مزاد كان سيقام الشهر المقبل في مدينة نيويورك الأميركية على مقتنيات شخصية لنيلسون مانديلا، بسبب معارضة حكومة جنوب إفريقيا، وفق ما أعلنت سلطات بريتوريا والجهة المنظمة للحدث، يوم أمس الثلاثاء.
ويظهر في كتيّب المزاد نحو مئة "قطعة ثمينة" كانت مملوكة للبطل السابق للنضال ضد الفصل العنصري، والذي توفي عام 2013 عن 95 عامًا، بما يشمل بطاقة هوية وبعضًا من قمصانه الملونة الشهيرة.
وتنظم الحدث شركة المزادات الأميركية "غيرنسيز"، بالتعاون مع مكازيوي مانديلا، ابنة أول رئيس أسود لجنوب إفريقيا.
وقد كان من المقرر أن يقام المزاد في 22 فبراير/ شباط المقبل في مركز لينكولن، لكن قررت "غيرنسيز" تعليقه، وفق ما أعلنت وكالة موارد التراث في جنوب إفريقيا.
كما أن "غيرنسيز" نفسها أكدت أمس الثلاثاء، في رسالة نشرت على موقعها على الإنترنت أن "هذا المزاد معلّق".
"تراث أمتنا"
وجرى الإعلان عن المزاد لأول مرة في العام 2021، قبل تعليقه حينها أيضًا. واتخذت وكالة موارد التراث في جنوب إفريقيا إجراءات قانونية، قائلة إن المزاد يتضمن أشياء ذات أهمية تاريخية وثقافية.
وبعدما أعطى قضاة جنوب إفريقيا أخيرًا الضوء الأخضر في ديسمبر/ كانون الأول الماضي، تم تقديم استئناف جديد لم يصدر القرار بشأنه بعد.
ورحبت وكالة موارد التراث في جنوب إفريقيا بتعليق المزاد، معتبرة أنه قرار "مسؤول ونبيه" سيسمح "بإتمام الإجراءات القانونية الجارية، ويمنحنا الفرصة لمتابعة هدفنا المتمثل في الحفاظ على التراث الثقافي لأمتنا".
وأثار المزاد غضب حكومة جنوب إفريقيا التي عارضته، حيث قالت وزيرة الثقافة زيزي كودوا، يوم الجمعة الماضي إن "نيلسون مانديلا جزء لا يتجزأ من تراث جنوب إفريقيا". ودعت إلى بقاء الشواهد "على أعمال حياته في البلاد".
وعُرض قميص جاكار من الحرير الأسود، ارتداه مانديلا عندما التقى بالملكة إليزابيث الثانية عام 1996، بسعر يبدأ من 34 ألف دولار، وحقيبة من جلد النعام بسعر 24 ألف دولار. كما تضمّن المزاد رسائل وهدايا تبادلها مانديلا مع باراك أوباما وبيل كلينتون.
وتُعرض وثيقة هوية مانديلا الأصلية، التي يرجع تاريخها إلى عام 1993، بسعر يبدأ بـ75 ألف دولار، أما مفتاح زنزانة نيلسون مانديلا في جزيرة روبن، والذي كان جزءاً من كتيّب المزاد الأول، فلم يعد مطروحًا.
وبحسب دار "غيرنسيز"، فإن ابنة مانديلا سمحت بالمزاد من أجل جمع الأموال لبناء حديقة تخليدًا لذكرى الفائز بجائزة نوبل للسلام، بالقرب من قبره في قرية طفولته كونو.
وقال رئيس "غيرنسيز"، أرلان إيتنغر، لوكالة "فرانس برس" في وقت سابق من الشهر الجاري، إن القطع المعروضة للبيع ليست ذات أهمية تاريخية أو ثقافية تذكر، ولولا هذا المزاد، كان سينتهي بها الأمر "على الرفوف أو في خزانة في مكان ما"، على حد تعبيره.