واصل الاحتلال في اليوم السابع والستين لعدوانه على غزة، القصف على القطاع الفلسطيني المحاصر، بينما يعمل مقاتلو المقاومة على التصدي لجنود الجيش الإسرائيلي واستهداف عديده وآلياته.
وبحسب وزارة الصحة في غزة، فقد ارتفعت حصيلة الشهداء في القطاع إلى 18412 شهيدًا، والإصابات إلى أكثر من 50 ألف جريح منذ بداية العدوان في 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
من بين هؤلاء الشهداء 12 شخصًا قصفت طائرات الاحتلال فجر اليوم الثلاثاء منزلهم في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، و15 شخصًا بينهم أطفال ونساء باستهداف منزل يعود لعائلة سالم في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة.
كما أفاد الصحافي عماد زقوت في حديث لـ"العربي" من جباليا، بأن طائرات الاحتلال تواصل استهداف منازل المدنيين في المخيم، مشيرًا إلى أن الجثث تتراكم في مراكز الإيواء شمالي قطاع غزة.
اقتحام مستشفى كمال عدوان
إلى ذلك، كشفت وزارة الصحة في غزة أن قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مستشفى كمال عدوان شمالي القطاع بعد حصاره وقصفه لعدة أيام.
وتحدثت عن جمع قوات الاحتلال الطواقم الطبية في ساحة المستشفى، معبرة عن خشيتها من اعتقالهم أو تصفيتهم.
ولاحقًا، ذكرت الوزارة أن جيش الاحتلال يحتجز مدير المستشفى أحمد الكحلوت وكل الطواقم الطبية، لافتة إلى أن القوات الإسرائيلية تُعرض الطواقم "للاستجواب تحت التهديد داخل قسم الطوارئ بالمستشفى".
وعلى الأثر، دعت منظمة الصحة العالمية بشكل عاجل إلى حماية جميع من في المستشفى، وكذلك إلى وقف فوري لإطلاق النار، وإتاحة وصول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى المرافق الصحية في جميع أنحاء قطاع غزة".
وكان ممثل منظمة الصحة العالمية في الأراضي الفلسطينية المحتلة ريتشارد بيبركورن، أشار اليوم إلى أن 11 مستشفى فقط أي أقل من ثلث مستشفيات غزة لا تزال تعمل وبشكل جزئي، مناشدًا حمايتها.
وقال بيبركورن: "لا يمكننا تحمل خسارة أي مرافق رعاية صحية أو مستشفيات.. نأمل وننشد ألا يحدث هذا".
المقاومة تتصدى لجيش الاحتلال
في غضون ذلك، واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي لجنود الاحتلال والرد على جرائمه في قطاع غزة.
ومما أعلنته "كتائب القسام" مقتل عدد من الجنود الإسرائيليين، واستهداف آليات عسكرية بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، ومدينة خانيونس جنوب القطاع.
كما أشارت إلى استهدافها 20 جنديًا للاحتلال تحصنوا داخل مبنى في منطقة الشيخ رضوان بمدينة غزة، حيث أوقعتهم بين قتيل وجريح.
من ناحيتها، أعلنت سرايا القدس أنها قصفت مجمع "مفتاحيم" في غلاف غزة برشقة صاروخية.
بدوره، وفيما كشف أن 20 من جنوده قتلوا منذ بدء التوغل البري في قطاع غزة بنيران صديقة وهجمات سلاح الجو، أعلن جيش الاحتلال ارتفاع عدد جنوده وضباطه الجرحى إلى 600.
وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال ارتفاع عدد جنوده وضباطه القتلى منذ 7 أكتوبر إلى 435، بينهم 105 قُتلوا منذ بدء العملية البرية.
إلى ذلك، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مسؤولين أميركيين لم تذكر أسماءهم أن "الجيش الإسرائيلي بدأ ضخ مياه البحر في أنفاق حركة حماس في غزة، وأضافت أن العملية ستستغرق على الأرجح أسابيع".
وأوضحت الصحيفة أن "بعض مسؤولي إدارة بايدن يقولون إن العملية قد تساعد في تدمير الأنفاق، التي تعتقد إسرائيل أن الحركة تخفي أسرى ومقاتلين وذخائر بداخلها".
وذكرت أن مسؤولين آخرين أبدوا مخاوفهم من أن مياه البحر قد تعرض إمدادات المياه العذبة في غزة للخطر.
وكان الرئيس الأميركي قال الثلاثاء إن إسرائيل بدأت تفقد دعم المجتمع الدولي بقصفها العشوائي لغزة، الذي أودى بحياة آلاف المدنيين الفلسطينيين، مطالبًا رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بتغيير حكومته المتطرفة.
وقد جاء تصريحه بعدما ألمح إلى وجود خلافات في العلاقة مع نتنياهو، مشيرًا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي في "موقف صعب".
بدوره، قال نتنياهو إن "الولايات المتحدة تدعم إسرائيل في أهدافها المتمثلة في القضاء على حركة حماس واستعادة المحتجزين"، لكنه أشار إلى أن "الحليفتين تختلفان بشأن المرحلة اللاحقة" للعدوان.
جلسة للأمم المتحدة لوقف العدوان على غزة
دبلوماسيًا، طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة، خلال جلسة عامة، بوقف فوري لإطلاق النار في غزة.
وجاء هذا القرار بعد تصويت 153 دولة لصالح القرار، ومعارضة 10 وامتناع 23 دولة أخرى عن التصويت.
وقرارات الجمعية العامة ليست ملزمة لكن لها ثقل سياسي وتعبر عن وجهة نظر عالمية بشأن الحرب.
وأكد رئيس الجمعية العامة دينيس فرانسيس أن "70% من الضحايا في قطاع غزة هم من الأطفال والنساء".
وقال فرانسيس، في كلمة خلال الجلسة: "يجب إيقاف العنف في قطاع غزة لذا أضم صوتي لفرض وقف فوري لإطلاق النار".
وأضاف: "نشهد انهيارًا غير مسبوق للمنظومة الإنسانية في غزة ويجب أن نضع حدًا لذلك".
من جهته، دعا المندوب المصري لدى الأمم المتحدة السفير أسامة عبد الخالق كافة الوفود إلى التصويت على مشروع قرار لوقف إطلاق النار في غزة.
وأكد السفير المصري أن "وقف إطلاق النار الفوري هو وحده الكفيل بإنقاذ حياة الأبرياء".
الحوثي يستهدف سفينة نرويجية
في سياق متصل، أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة الحوثي يحيى السريع استهداف سفينة نرويجية محملة بالنفط؛ قال إنها كانت متوجهة إلى إسرائيل.
وأكد في كلمته صباح اليوم الاستمرار في منع السفن التجارية من العبور إلى إسرائيل عبر البحر الأحمر وبحر العرب.
وكانت السفينة "ستريندا" التي تحمل علم النرويج قد أصيبت بصاروخ كروز بري أطلق من منطقة يمنية، مما تسبب في حريق وأضرار دون خسائر بشرية، وفق ما نقلت وكالة "رويترز" عن مسؤولي دفاع أميركيين.
من جانبها، ذكرت هيئة البث الإسرائيلية أن السفينة النرويجية التي أعلن الحوثيون مهاجمتها في البحر الأحمر، "كان من المقرر أن تصل ميناء أسدود، أوائل يناير/ كانون الثاني المقبل".
واعتبرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، أن الهجوم الصاروخي الذي شنه الحوثيون في اليمن على ناقلة تجارية نرويجية من شأنه زعزعة الاستقرار في المنطقة ويتطلب "حلًا دوليًا".
في المواقف إزاء العدوان على غزة، أكد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان اليوم الثلاثاء أن إسرائيل والولايات المتحدة لن تتمكنا أبدًا من القضاء على حركة حماس، معتبرًا أن "إسرائيل لا يمكنها تحرير أسراها إلا من خلال حل سياسي".
بدورهم، عبّر رؤساء وزراء كندا وأستراليا ونيوزيلندا في بيان مشترك، عن دعمهم للجهود الدولية العاجلة لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار في غزة.
وقالوا في البيان: "إننا نشعر بالقلق إزاء تقلص المساحة الآمنة للمدنيين في غزة. ولا يمكن أن تكون المعاناة المستمرة لجميع المدنيين الفلسطينيين هي ثمن هزيمة حماس".
من جانبه، اعتبر القيادي في حركة "حماس" أسامة حمدان أن الشعب والمقاومة الفلسطينية دفعا بالرئيس الأميركي جو بايدن إلى إدراك "جنون" العدوان على غزة.
ولفت إلى أن العدوان "ستكون له انعكاسات كارثية على الكيان الإسرائيلي، وانتخابات بايدن المقبلة، التي يمكن أن يفقد فيها مكانه كرئيس".