من جديد، نظّمت دائرة الصحة النفسية التابعة لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة نشاطًا ترفيهيًا للأطفال، وهذه المرة للذين نزحوا إلى مستشفى القدس في القطاع هربًا من القصف الإسرائيلي المتواصل على منازلهم والأحياء السكنية ومراكز النزوح.
ويحاول الهلال الأحمر وما تبقى من مؤسسات إنسانية تعمل في قطاع غزة، التخفيف عن الصغار في ظل ما يتعرضون له من ضغوطات نفسية وأضرار صحية وإصابات من جراء العدوان الإسرائيلي المستمر.
ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم الأحد فيديو عبر حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيه تجمع عدد كبير من الأطفال في ردهة بمستشفى القدس لمشاهدة فيلم على شاشة تلفزيون صغيرة.
وأوضحت الجمعية في منشورها أنه "رغم انقطاع الكهرباء وانعدام مقومات الحياة الأساسية تحاول طواقم الجمعية التخفيف من معاناة الأطفال النازحين في مستشفى القدس".
وأضاف بيان الجمعية أن هدف مثل هذه النشاطات الترفيهية "رسم البسمة على وجوه الأطفال، رغم مشاهد الألم والخوف التي يتعرضون لها، جراء استمرار القصف الإسرائيلي لمحيط مستشفى القدس".
خروج مستشفى القدس عن الخدمة
وبعد هذا المنشور بوقت قصير، عادت وأعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني خروج مستشفى القدس في مدينة غزة عن الخدمة وتوقفه عن العمل بشكل كامل.
وأكّدت الجمعية أن خروج مستشفى القدس عن العمل سببه نفاد الوقود وانقطاع التيار الكهربائي، مشيرة إلى أن "الطواقم الطبية تبذل الآن قصارى جهدها من أجل توفير الرعاية الطبية للمرضى والجرحى حتى ولو بالطرق التقليدية، وفي ظل سوء الأوضاع الإنسانية داخل المستشفى، ونقص الإمدادات الطبية والطعام والماء".
وحمّلت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي وكافة الدول الموقعة على اتفاقية جنيف الرابعة، المسؤولية عن الانهيار الكامل للمنظومة الصحية، وما آل إليه الوضع الإنساني الكارثي في القطاع.
حرب على الطفولة
بدورها، طالبت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسيف" بضرورة حماية المستشفيات والأطفال وتحييدهم عن المعارك بقطاع غزة ودعت إلى وقف إطلاق النار فورًا لأسباب إنسانية.
وجاء هذا البيان الصادر اليوم الأحد، بعد حصول "اليونيسيف" على تقارير تفيد بتدهور الأوضاع في مستشفيات القطاع واستشهاد الأطفال الخدّج في الحضّانة.
ومطلع الشهر الجاري، أكّدت منظمة "أنقذوا الطفولة" أن طفلًا في غزة يُقتل كل 10 دقائق، بأرقام تؤكد فظاعة القصف على القطاع المُحاصر وجرائم الاحتلال التي حوّلت الشوارع والأحياء إلى ما يشبه المقبرة الكبيرة.
أما الأطفال الناجون من القصف الإسرائيلي، فيتابعون بعيون قلقة وإيماءات حذرة العدوان على طفولتهم وبيوتهم، حيث أصبح الآلاف منهم دون عائلة، وآخرون ما زالوا عالقون تحت الركام.
وينعكس هذا الواقع المرعب على صحة هؤلاء الصغار، من خلال ظهور أعراض نفسية سلبية عدة أبرزها اضطراب ما بعد الصدمة، ومن أعراضه فقدان القدرة على التركيز بالإضافة إلى المشكلات في النوم والرعب الليلي والميل للعزلة بالإضافة إلى نوبات الغضب والسلوك العدواني.