تُوفي أسطورة السينما الفرنسية ألان ديلون اليوم الأحد، عن عمر ناهز 88 عامًا، بعد صراع مع مرض السرطان.
وقال أبناؤه الثلاثة في بيان مشترك: إن ديلون "تُوفي في الساعات الأولى من الليل بسلام داخل منزله في دوشي، محاطًا بأولاده الثلاثة وعائلته، التي تطلب منكم احترام خصوصيته، في لحظة الحداد المؤلمة هذه".
وُلد نجم السينما الفرنسية في 8 نوفمبر/ تشرين الثاني 1935، في ضاحية أوت دو سين في العاصمة الفرنسية باريس.
عاش طفولة مضطربة، بسبب انفصال والديه وهو في الرابعة من عمره. وهو ما ترك أثرًا على شخصيته فكان عديم الانضباط ومتمردًا. حتى إنّه قال عن نفسه: "كنت وحشًا صغيرًا بالغ الشراسة".
يعترف ديلون أنّه عمل في السينما عن طريق الصدفة، إذ لم يدرس يومًا في أي معهد من معاهد الفن. وكانت النساء المحفّز الأساسي له للنجاح في أدواره السينمائية، حتى إنّه قال: "النساء هن من نادين علي للسينما، وكنت أريد أن أرى في عيونهنّ أنّني الأكثر وسامة والأكبر قامة والأقوى سينمائيًا".
ولعب أدوارًا مختلفة من رجال الشرطة إلى القتلة المأجورين إلى المغامرين.
قدّم عام 1957 أول أفلامه "أرسل امرأة عندما يفشل الشيطان" (Send a Woman When the Devil Fails).
أبرز أفلام ألان ديلون
سطع نجمه في الستينيات والسبعينيات، وتحديدًا في فيلم "بيربل نون" (Purple Noon) عام 1960 الذي حقّق فيه نجومية عالمية، و"روكو وإخوته" (Rocco and His Brothers) في العام نفسه، و"ذي ليوبارد" (The Leopard) عام 1963، و"ذي سويمينغ بول" (The Swimming Pool) عام 1969.
وكان يتمتّع بجاذبية وكاريزما قوية، جعلته ذا انتشار جماهيري كبير، وخاصة بين النقّاد الذين أثنوا على أدائه في فيلميْ "السيد كلاين" (Monsieur Klein) عام 1976 و"سوان يحب" (Swann in Love) عام 1984.
كما برع ديلون في أدوار الجريمة على غرار فيلم "أي عدد يمكنه الفوز؟" (Any Number Can Win) عام 1963. ونال شهرة كبيرة بفيلم "الساموراي" (Le Samouraï) سنة 1967. كما حقّق نجاحًا ساحقًا في فيلم "بورسالينو" عام 1970.
كما نجح في أفلام المغامرات مثل فيلم "التوليب الأسود" عام 1964، وفيلم "زورو" عام 1975.
ورغم شهرته على المستوى الدولي، إلا أنّه لم يستطع أن يحجز مكانًا له في هوليوود، مع فشل أفلام "Lost Command" و "Dean Martin"، و"Is Paris Burning" والتي شارك فيها.
أنتج ديلون سلسلة من الأفلام مع شركته الخاصة، وكان أول ظهور له كمخرج عام 1981 مع فيلم "Pour la Peau d’un Flic".
عام 1997 أعلن ديلون اعتزاله التمثيل، لكنّه عاد عام 2008، ليلعب دور يوليوس قيصر في الفيلم الفرنسي المباشر "أستريكس" في دورة الألعاب الأولمبية. وكان آخر أعماله فيلم "Toute Ressemblance" عام 2019.
تزوج ديلون من الممثلة الفرنسية ناتالي ديلون عام 1964 وأنجبا طفلًا واحدًا قبل أن ينفصلا عام 1969. بعدها تزوج الممثلة روزالي فان بريمين عام 1987، لينفصلا عام 2011 بعد أن أنجبا طفلين.
عام 2019، أُصيب ديلون بجلطة دماغية، وكان مصابًا بسرطان الغدد الليمفاوية.
وفي مايو/ أيار 2019، عاد إلى السجادة الحمراء ضمن مهرجان كان السينمائي ليتسلّم سعفة ذهبية فخرية. وقال حينها: "إنّه كتكريم بعد الوفاة، ولكن في حياتي".
عام 2023، تصدّر ديلون عناوين الأخبار، عندما رفع أبناؤه الثلاثة دعوى ضد معاونته المنزلية هيرومي رولان، التي يُقال أحيانًا إنّها شريكته، متّهمين إياها بـ"استغلال ضعف" والدهم.
وفي أبريل/ نيسان الماضي، وضع القضاء الفرنسي ديلون تحت "الوصاية المعزّزة"، بعد نزاع قضائي بين أبنائه الثلاثة.
