الجمعة 13 Sep / September 2024

مسيرة قصيرة.. إليكم ما نعرفه عن فان غوخ الذي أنهى حياته قبل الشهرة

مسيرة قصيرة.. إليكم ما نعرفه عن فان غوخ الذي أنهى حياته قبل الشهرة

شارك القصة

نافذة من أرشيف برنامج "صباح النور" تسلط الضوء على سيرة الفنان الهولندي فنسنت فان غوخ (الصورة: فيسبوك)
ترك فان غوخ 2100 عمل فني من ضمنها 900 لوحة زيتية كانت نتاج مسيرة فنية استمرت لمدة 10 أعوام فقط، ولم يبع خلالها سوى لوحة واحدة

توفي الفنان الهولندي فنسنت فان غوخ عن 37 عامًا في 29 يوليو/ تموز 1890، وعاشت من بعده أعماله ليذيع من خلالها صيته وتحقق له شهرة استثنائية لم يعرفها في حياته.

ترك الرجل، الذي يُعد أحد رموز المدرستين الانطباعية والوحشية، 2100 عمل فني من ضمنها 900 لوحة زيتية كانت نتاج مسيرة فنية استمرت لمدة 10 أعوام فقط، ولم يبع خلالها سوى لوحة واحدة حملت اسم "الكرم الأحمر".

عقب وفاة فان غوخ تم جمع أعماله، وتعريف العالم على من تكرّس اسمه لاحقًا بوصفه أحد أبرز الفنانين في العالم على الإطلاق. 

ويبدو أن المزيد من أعمال فان غوخ قد تكون غير مكتشفة بعد، ففي العام الماضي عثر متحف اسكتلندي على رسم بورتريه ذاتي لفنسنت فان غوخ في الجهة الخلفية للوحة أنجزها الرسام الهولندي. ومن يدري قد تكون أخرى مخبأة وتنتظر من يرفع النقاب عنها.

من هو فنسنت فان غوخ؟

وُلد فنسنت فان غوخ في 30 مارس/ آذار من العام 1853 في مدينة زندرت الهولندية، وتوفي بطريقة تراجيدية في بلدة أوفر في فرنسا في 29 يوليو 1890.

وما بين التاريخين، سيرة حياة رجل عُرف عنه أنه كان سيئ الحظ في الحب، وعاش اضطرابات عقلية، ومشاعر فائضة بالفشل والوحدة والإحباط والحزن.

كما شهدت حياته محطات أساسية تنقل فيها بين الوعظ الديني والرسم والمصحات العقلية، وبين مدن أوروبية مختلفة.

وفي التفاصيل، أن الابن الأكبر بين 6 أطفال لقس بروتستانتي عاش طفولة صعبة، حيث بدأ العمل في السادسة عشرة من عمره في متجر لبيع المنتجات الفنية. وقد حمله ذلك العمل إلى لندن ثم إلى باريس.

لكن الشاب الذي لم يكن مهتمًا بعمله في بيع التحف الفنية و"معاملة الفن كسلعة" فُصل من عمله عام 1876، وتعرّض لأزمة عاطفية جعلته يفضل العزلة. 

لاحقًا، حملته أعمال أخرى إلى إنكلترا حيث عمل مدرسًا وواعظًا دينيًا، قبل أن ينتقل إلى هولندا ويعمل بائعًا للكتب. 

فان غوخ والرسم

بدأ اهتمام فنسنت فان غوخ بالرسم في السابعة والعشرين من عمره. وبعدما تعلم ذاتيًا، التحق بأكاديمية للرسم في بروكسل.

وبينما لم يقّدر مجتمعه موهبته غير التقليدية في البداية، كان شقيقه ثيو من أشد المشجعين له، وعاد للعيش في بيت والده في هولندا محاطًا بالطبيعة التي كانت مصدر إلهامه.

لكن لم يطل بقاؤه في موطنه حيث انتقل إلى باريس ملتحقًا بشقيقه. وهناك تعرّف على عدد من رسامي جيله من بينهم الفرنسي بول غوغان.

هذا الأخير تشاجر معه فان غوخ في إحدى المناسبات وهدده بشفرة حلاقة لكنه انتهى بإيذاء نفسه، إذ قطع جزءًا من أذنه بحسب بعض الروايات، التي أفادت بأنه سلمها إلى سيدة قائلًا لها: "اعتني بهذا الشيء جيدًا".

كما عزت روايات الحادثة إلى خوفه من الإهمال العاطفي والمادي بعد تلقيه خبر زواج أخيه ماثيو، فيما تم اتهام غوغان بالأمر في أخرى.

إلى ذلك، وثّق فان غوخ الحادثة في عمل فني ظهر فيه بضمادة على الأذن، في حين تتالت على إثرها الاضطرابات العقلية لديه.

لاحقًا، دخل فنسنت فان غوخ إلى مستشفى للصحة العقلية، وبقي تحت المراقبة لفترة عام كامل (1889-1890)، رسم خلالها 150 عملًا فنيًا من بينها لوحتَي "ليلة النجوم" و"أشجار الزيتون".

وفاة فنسنت فان غوخ

في فترة لاحقة، ومع تزايد شعوره باليأس والوحدة وعدم القدرة على الشفاء من كآبته، قرّر فان غوخ وضع حد لحياته.

وبالفعل، في 27 يوليو 1890، غادر غرفته في نزل بمنطقة أوفر بفرنسا حاملًا لوحة ومسدسًا، قبل أن يطلق النار على صدره. 

وبعد يومين، توفي في منزله قرب باريس عن 37 عامًا، ولحقه شقيقه ثيو الذي توفي بعد 6 أشهر.

وقبل أعوام، قال باحث هولندي إنه توصل إلى اكتشاف قد يوضح كيف قضى فنسنت فان غوخ يومه الأخير، من خلال بطاقات بريدية قديمة لبلدة أوفر التي توفي فيها.

وجاء الاكتشاف بعدما لاحظ الرجل صورة جذور وجذوع لشجرة على طريق قرب باريس على مسافة 150 مترًا من نزل "أوبرج رافو"، حيث توفي فان غوخ، وشبهها كثيرون بآخر لوحاته.

وخلص إلى أن الفنان أمضى يومه الأخير وهو يرسم لوحته الأخيرة، معتبرًا أن فكرة اللوحة كانت على ما يبدو "رسالة وداع بالألوان من فان غوخ عن الموت والتجديد".

تابع القراءة
المصادر:
العربي