قبل 20 عامًا، تسرّبت صور من سجن أبو غريب في العراق توثق ارتكاب جنود أميركيين فظائع بحق معتقلين عراقيين فيما عرف وقتها بفضيحة أبو غريب. وكانت تلك الصور كفيلة بأن تشعل وسائل الإعلام العالمية ومنظمات حقوق الإنسان وتتصدر حديث الشارع.
ورغم تغير الزمان وتبدل المكان، لكنّ المعاناة واحدة، حيث أعادت صور الفلسطينيين الذين تعتقلهم قوات الاحتلال الإسرائيلية في غزة، إلى الأذهان مشاهد التعذيب والإذلال التي تعرَّض لها سجناء أبو غريب.
لكنّ الصور من غزة ليست تسريبًا، بل أن الجنود الإسرائيليين ينشرون صور المعتقلين الفلسطينيين في وضح النهار وهم مكبّلون وعراة ويتفاخرون بها عبر صفحاتهم في وسائل التواصل الاجتماعي.
كيف يتفاخر جنود الاحتلال بالتعذيب والإذلال؟
ورغم تقارير توثق الاختفاء القسري لآلاف الفلسطينيين وسرقة أعضائهم وتعرضهم لانتهاكات جسيمة، فإن جيش الاحتلال يواصل جرائمه ويوثقها بالصوت والصورة، كما فعل الجندي الإسرائيلي يوسي غامزو، الذي نشر مقطع فيديو على حساباته بمنصات التواصل يظهر اعتقال رجل من أهالي غزة، ويقتاده وهو عارٍ ومكبَّل اليدين.
كما وثّقت صورة أخرى تعرض ذات الرجل الفلسطيني للتعذيب وهو يجلس على كرسي في مبنى بغزة، وقد قيدت يداه إلى الخلف، والدم يسيل من رجله، ما أثار غضبًا عالميًا واسعًا لناشطين عبر منصات التواصل الاجتماعي.
وتحولت الصورة التي حاول الجندي الإسرائيلي التباهي بها، إلى أداة لانتقاده وفضحه قبل أن يقوم بحذفها وحذف حسابه لاحقًا. كما حوّلت المعتقل الفلسطيني إلى بطل في نظر كثيرين بسبب نظرات التحدي والصمود، رغم آثار التعذيب عليه، فحوّله كثيرون إلى أيقونة ثورية ورسم الكاريكاتير للتعبير عن ملامح الصمود في الصور.
تفاعل واسع مع صور التعذيب
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي شهدت تفاعلًا واسعًا مع قصة هذا الفلسطيني. فقالت ليلى العتيبي: "هذه إحدى القصص المروعة والإرهابية، ومن المؤكد أن هناك المئات من القصص المروعة والإجرامية الأخرى، التي لم يتم الكشف عنها بعد"، وفق اعتقادها.
أمّا بطل العالم في رياضة الألعاب القتالية المختلطة جيك شيلدز، فقال: "إن جيش الدفاع الإسرائيلي لا يختبئ حتى عندما يقوم بتعذيب الناس لأنه يعلم أنه لن تكون هناك أي عواقب"، حسب قوله.
من جهته، يعتقد الجنرال البريطاني المتقاعد تشارلي هربرت "أن صورة الفلسطيني المكبل والذي ينظر بتحد نحو الجندي الإسرائيلي ستكون من بين الصور الأكثر ديمومة والأكثر شهرة للصراع الفلسطيني الإسرائيلي"، وفق تعبيره.
وقال جعفر أبو يوسف: "إذا لم يكن هذا دليلًا واضحًا على جرائمهم فلا أعرف ماذا أقول".