نقل مراسل "العربي" في رفح أحمد البطة صباح اليوم الأربعاء جديد التطورات الميدانية والواقع الإنساني في قطاع غزة، مع تواصل العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين في مختلف المناطق.
فقد أكّد وصول جثامين 3 شهداء وعدد آخر من الجرحى إلى مستشفى شهداء الأقصى، عقب غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في منطقة الحكر بمدينة دير البلح وسط قطاع غزة.
وكانت الطواقم الطبية قد هرعت إلى المكان وعملت على البحث عن مصابين أو شهداء، إلا أنه وفقًا لمراسلنا تتوقف بطبيعة الحال عمليات الإنقاذ خلال الساعات المتأخرة من الليل قبل أن تستأنف صباحًا، وذلك في ظل انعدام الكهرباء ومعدات ثقيلة تساعد عناصر الدفاع المدني في مهامهم.
استشهاد صحفي بدير البلح
في السياق، كان المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة قد أصدر أمس الثلاثاء بيانًا أعلن فيه "ارتفاع عدد الشهداء الصحفيين إلى 133 منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة.. وذلك بعد ارتقاء الصحفي محمد سلامة، المذيع والصحفي في قناة الأقصى الفضائية".
فقد كشف المكتب الإعلامي أن سلامة "استشهد في قصف إسرائيلي طال منزلًا في مدينة دير البلح بالمحافظة الوسطى".
كذلك، طال القصف المدفعي ليل الثلاثاء الأربعاء، المناطق الشرقية لقطاع غزة بشكل عام لا سيما شرق مدينة خانيونس وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الإسرائيلية.
بدورها، كانت وزارة الصحة في غزة قد كشفت أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب 10 مجازر جديدة ضد المدنيين والعائلات في القطاع على مدار 24 ساعة.
وتابعت الوزارة أن تلك المجازر خلّفت حتى الساعة 97 شهيدًا و123 جريحًا، فيما وصلت حصيلة الشهداء الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول إلى 30631 شهيدًا، وأكثر من 72 ألف جريح.
مشاهد كارثية في خانيونس
وإنسانيًا، يؤكد أحمد البطة أنه في ظل القصف الذي لم يتوقف منذ 152 يومًا، تتفاقم الأزمة الإنسانية نتيجة عدم دخول مساعدات كافية إلى قطاع غزة.
ويوضح مراسلنا من أمام مستشفى الكويت التخصصي: "ما يدخل عبر معبر رفح شحيح جدًا، وما يصل عبر الإنزالات الجوية أقل من ذلك بكثير وأقل مما يحتاجه قطاع غزة الذي يحتاج أهله إلى الكثير لا سيما مع اقتراب شهر رمضان المبارك وحلوله مع بداية الأسبوع القادم".
ويصف البطة الحالة الإنسانية في القطاع بـ"الكارثية" والتي تترافق مع حالة صحية أصعب، فيما تطغى على الصورة حالة الدمار الواسعة التي تخلفها الاستهدافات والاقتحامات الإسرائيلية للمناطق التي تدمرها عبر القصف قبل أن تحرق أو تنسف فيها المنازل التي كانت قوات الاحتلال تستوطن بها.
ويردف في هذا السياق: "ذهبت اليوم إلى مدينة خانيونس والمشهد حقيقة لا يوصف هناك بسبب الدمار، فلا بنية تحتية وكهرباء ومياه، ولا أرصفة بالشوارع حتى أنه لا وجود للإسفلت في الطرقات.. كل شيء تم تدميره".
ويشير مراسل "العربي" أن حالة الدمار الكبير رصدها خاصة في وسط مدينة خانيونس وغربها، "وهذا كان جزءً بسيطًا جدًا من دمار واسع تتعرض له هذه المدينة منذ ديسمبر/ كانون الأول المنصرم حين وسّعت العمليات العسكرية الإسرائيلية هناك.