زعم جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم السبت أنه "قضى على 19 مسلحًا على الأقل" من حركتي حماس والجهاد الإسلامي في المجزرة التي ارتكبها فجرًا في مدرسة التابعين بمدينة غزة، وراح ضحيتها 93 شهيدًا على الأقل، بحسب الدفاع المدني الفلسطيني.
ويأتي هذا الإعلان الإسرائيلي بعد موجة إدانات دولية واسعة للمجزرة المروعة ضد النازحين الفلسطينيين في القطاع، حيث حاول جيش الاحتلال تبرير جريمته بادعاء استهداف مسلحين.
الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين
بدوره، أعرب البيت الأبيض عن "قلقه العميق" بعد مجزرة مدرسة التابعين، حيث قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي شون سافيت في بيان: "نبدي قلقًا عميقًا حيال تقارير عن مقتل مدنيين في غزة" إثر الضربة.
وأوضح المتحدث أن الولايات المتحدة "طلبت الحصول على مزيد من التفاصيل"، مشددًا على أن القصف الذي أثار تنديدًا دوليًا "يؤكد الحاجة الملحة الى وقف لإطلاق النار وصفقة (للإفراج عن) الرهائن، الأمر الذي نواصل العمل بلا كلل لإنجازه"، وفق قوله.
من جهته، اعتبر الهلال الأحمر الفلسطيني أن قوات الاحتلال عمدت لاستهداف المدنيين أينما كانوا منذ بداية العدوان على قطاع غزة، مشيرًا إلى ارتفاع وتيرة استهداف مراكز النزوح في الفترة الأخيرة.
وقالت المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني نبال فرسخ في حديث إلى "التلفزيون العربي" من رام الله: "إن الاحتلال يحاول إيجاد جميع التبريرات لجرائمه المرتكبة بحق المدنيين، لكنّ القانون الدولي الإنساني واضح وينص على أن المدنيين هم فئة محمية".
ولفتت فرسخ إلى أن الاحتلال يتعمد استهداف المدنيين والأماكن التي يزعم أنها آمنة ولا سيما المدارس ومراكز الإيواء والمستشفيات.
ووصفت المتحدثة الوضع على الأرض في غزة بأنه "أكثر من كارثي"، مشيرة إلى تعذر توفير أي بدائل لنزوح مليوني فلسطيني بعد أن دمّر الاحتلال 70% من المنازل والشوارع والبنى التحتية في القطاع.
وقالت فرسخ: "لم يتبقَ أماكن آمنة للمدنيين في قطاع غزة، فكل الأماكن أصبحت مباحة للاستهداف من قبل الاحتلال الإسرائيلي."
وفي تعليقها على المجزرة التي ارتكبها الاحتلال في مدرسة التابعين فجر السبت، وأسفرت عن استشهاد نحو 100 نازح، وصفت فرسخ مشهد أشلاء الشهداء بأنه "قاسٍ وصعب للغاية".
وأضافت أن المسعفين في الهلال الأحمر واجهوا صعوبة كبيرة في انتشال جثامين الضحايا المتناثرة في كل مكان داخل المبنى المستهدف.
"مشهد مأساوي" في مدرسة التابعين
وقد أعلن المتحدّث باسم الدفاع المدني محمود بصل أنّ حصيلة شهداء قصف مدرسة التابعين في حيّ الدرج بوسط مدينة غزة ارتفعت إلى "ما بين 90 و100، وهناك عشرات الجرحى الآخرين".
وقد خلفت المجزرة مشاهد مرعبة. وقال بصل: "جثامين قطعت. جثامين تهالكت. جثامين بترت بشكل كامل. الطواقم تعجز عن تكوين جثة كاملة في هذا المكان"، مضيفًا: "المشهد صعب جدًا وهو مشهد مأسوي يذكّرنا بالحرب على قطاع غزة في أيامها الأولى".
وقال أبو وسيم، أحد السكان الذين وصلوا إلى موقع الغارة فجرًا، لوكالة "فرانس برس": "كما ترون، لا نعرف ماذا نقول. أناس آمنون، نساء وأطفال وشباب كانوا يؤدون صلاة الفجر ثم رأوا الصاروخ الأول يسقط عليهم".
وأضاف: "أطفال باتوا أشلاء، أطفال مقطعون، نساء احترقن. ماذا يمكننا أن نفعل؟" وتابع أبو وسيم: "من دون تحذير (...) لم ينج أحد من الأشخاص الذين كانوا داخل المسجد. حتى الطابق الموجود فوقه، حيث كانت تنام نساء وأطفال، احترق".