على الرغم من فرحته بخروج ابنه الذي كان أسيرًا بالسجون الإسرائيلية، لم يتمكن عمر الحاج من إخفاء غصته ودموعه حزنًا على الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا على يد الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول المنصرم في قطاع غزة والضفة الغربية.
فقد تحدث والد الطفل الأسير المحرر موعد الحاج مع مراسل "العربي"، عقب وصول ابنه المفرج عنه في إطار صفقة تبادل الأسرى بين حركة "حماس" وإسرائيل، مؤكّدًا أن فرحته بعودة ابنه "منقوصة" لأن الأسرى خرجوا من السجن بعدما قدمت غزة آلاف الشهداء.
وكانت سلطات الاحتلال الإسرائيلي قد أفرجت مساء أمس الأحد عن 39 أسيرًا فلسطينيًا، عقب تسليم كتائب القسام 13 محتجزًا إسرائيليًا ضمن المرحلة الثالثة من صفقة التبادل.
"خرجوا على دماء الشهداء"
وفي التفاصيل، فقد كان مراسلنا في رام الله فادي العصا يسأل عمر الحاج عن الساعات الصعبة التي عاشها قبل الإفراج عن ابنه ووصوله إلى منزله.
لكن الحاج أصرّ على أن الأصعب من ذلك كان ما حصل في قطاع غزة جراء العدوان الإسرائيلي الذي خلف دمارًا هائلًا وعشرات آلاف الشهداء والجرحى، مشيرًا بكل تأثّر إلى أن الأسرى "خرجوا على دم الشهداء".
وأردف قائلًا: "الفرحة ناقصة كثيرًا، ولكن الحمدلله"، مؤكّدًا أن غزة وجنين والضفة "دفعوا دم كي يتحرر الأسرى".
إشادة ببسالة المقاومة
وقدّم عمر الحاج تعازيه لأسر الشهداء الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية التي لم تسلم بدورها من سياسات التنكيل التي تتبعها قوات الاحتلال.
وأردف: "الشفاء العاجل لجرحانا.. هذا الاحتلال إلى زوال والنصر قريب".
كما، وجّه والد الأسير المحرر تحية عبر "العربي" للمقاومين الفلسطينيين في قطاع غزة قائلًا: "الله ينصر المقاومة تحية لمقاومينا الأبطال.. بماذا أستطيع أن أصفهم.. عندما يقوم بوضع عبوة على الدبابة (الإسرائيلية) من مسافة صفر.. هذا أمر لم يحصل لا بالأحلام ولا بالأفلام".
