اتهم التيار الوطني الحر في لبنان، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بـ"التزوير"، وعرض جملة وثائق للدلالة على صدقية بيانه، فيما اعتبر ميقاتي أن الأمر لا يعدو كونه "جملة افتراءات".
واعتبر التيار، الذي يرأسه الوزير السابق جبران باسيل، والمقرب من رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، أن "رئيس حكومة تصريف الأعمال يقوم بعملية تزوير (واستعمال المزوّر) في إصدار مراسيم غير ميثاقية ولا دستورية ولا قانونية"، وفق بيانه.
بالمقابل، ترى مصادر مقربة من ميقاتي أن الحملة عليه، تأتي في سياق استباق دعوته لعقد جلسة لمجلس وزراء حكومة تصريف الأعمال، وهو ما يراه ميقاتي ضروريا لتسيير أمور المواطنين، لا سيما في إيجاد الحلول لأزمة انقطاع التيار الكهربائي.
وقال رئيس تحرير موقع "سفير الشمال"، غسان ريفي، خلال حديث إلى "العربي"، إن هناك أزمات كبيرة في البلاد، واصفًا إياها بـ"الكوارث"، ما يتطلب وبحكم الضرورة وجود حكومة تعمل بكل الإمكانات وبكل الصلاحيات وأوسعها، في حين يسعى التيار الوطني الحر لتقويض تلك الصلاحيات، بحسب تعبيره.
خلافات تتمدد
ويتمدد الخلاف من ميقاتي، إلى خلاف آخر بين التيار الوطني الحر بشخص رئيسه باسيل، وإلى جانبه رئيس الجمهورية السابق ميشال عون مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، وهو الخلاف الذي بدا معلنًا حيث توجه بري لعون بالقول: "وعدتنا بجهنم، ووفيت بوعدك".
ويتهم التيار الوطني الحر بري بدعم ميقاتي، فيما يصفه التيار سعيًا للاستيلاء على صلاحيات رئيس البلاد، وهي خلافات بمجملها يجدها البعض ستنعكس سلبًا على الحياة السياسية والاقتصادية.
وفقدت العملة اللبنانية أكثر من 95% من قيمتها منذ انهيار النظام المالي في 2019 في أزمة وصفتها الأمم المتحدة بأنها ألقت بـ8 من بين كل 10 أفراد بلبنان في براثن الفقر، بينما يقول البنك الدولي إن النخبة في البلاد هي من دبرتها.
رئيس تحرير الملحق الاقتصادي في صحيفة نداء الوطن، منير يونس، رأى في حديث إلى "العربي"، أن تلك الخلافات تطيح بآمال الناس في الوصول إلى فرصة للخروج من الأزمة التي يشهدها لبنان في المدى القريب على الأقل، كما أن هذه الخلافات تعطل انعقاد مجلس الوزراء ما يضع مصالح الناس رهن ذلك التعطيل.
ويرى البعض أن المخرج الحقيقي لتلك الخلافات، هو بانتخاب رئيس جديد للبلد، الذي يعيش فترة شغور رئاسي منذ أواخر أكتوبر/ تشرين الأول، بعد أن انتهت ولاية الرئيس عون، وسط فشل الجلسات المتكررة للنواب في انتخاب رئيس جديد.
رأي آخر يبدو بارزًا في الشارع الليناني حول ما تشهده الحياة السياسية، يقول إن انتخاب رئيس دون صلاحيات كأسلافه، لن يكون قادرًا على إنقاذ البلاد.