Skip to main content

معارك ضارية في خانيونس.. الاحتلال يهدد أكبر مستشفى في جنوب غزة

الخميس 18 يناير 2024
قصفت القوات الإسرائيلية ليلة البارحة المنطقة القريبة من المستشفى قصفًا شديدًا ودون أمر إخلاء مسبق- رويترز

استهدفت قوات الاحتلال الإسرائيلي اليوم الخميس مناطق قريبة من مستشفى ناصر في مدينة خانيونس جنوبي قطاع غزة، مما دفع المرضى والسكان للفرار من معركة يخشون أن تدمر المدينة، بحسب ما أفادت وكالة "رويترز".

من جهته، أفاد مراسل "العربي"، بأنّ 19 شهيدًا ارتقوا منذ فجر الخميس في خانيونس جراء القصف الإسرائيلي المتواصل على المدينة، حيث تسعى قوات الاحتلال السيطرة على المدينة الرئيسية في جنوب غزة.

المقاومة تتصدى لقوات الاحتلال

ووفقًا لوكالة "رويترز"، تدور أعنف معركة حتى الآن هذا العام في مدينة خانيونس التي تؤوي مئات آلاف الفارين من الشمال في بداية العدوان الذي دخل شهره الرابع الآن. 

وتحدث سكان عن قتال عنيف فضلًا عن قصف مكثف في شمال وشرق المدينة، وغربها للمرة الأولى حيث قالوا إن الدبابات تقدمت لتنفيذ مداهمة قبل أن تنسحب لاحقًا، بحسب "رويترز".

وأكدت المقاومة الفلسطينية أنها تخوض قتالًا ضاريًا مع القوات الإسرائيلية المتوغلة في خانيونس. وقالت كتائب القسام الجناح المسلح لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إنها استهدفت ناقلة جند للاحتلال بقذيفة الياسين 105 في خانيونس.

كما أعلنت الكتائب في بيان مقتضب آخر عن استهدافها لجرافتين للاحتلال بعبوتين مضادتين للدروع بمنطقة معن جنوب شرقي مدينة خانيونس.

من جهتها، أفادت منظمة "أطباء بلا حدود"، التي يعمل أطباء منها في مستشفى ناصر بالمدينة، إن المرضى والنازحين الذين لجأوا إلى المستشفى يفرون في حالة ذعر.

ووُضعت 16 جثة على الحصى الملطخة بالدماء خارج مشرحة في رفح، حيث يتكدس أكثر من نصف سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة في المدينة الصغيرة المتاخمة للحدود المصرية، وكان معظمها في أكفان بيضاء وبعضها في أكياس بلاستيكية. وقضت ضربة الليلة الماضية على فرع من عائلة الزاملي بعدما دمرت منازلهم.

دمار واسع للبيوت

وكانت نصف الأكفان صغيرة الحجم لأنها تضم جثث أطفال. وقالت السلطات إن إجمالي 17 شخصًا استشهدوا.

وانتحب رجل خط الشيب شعره في حزن وهو يتشبث بإحدى الجثث ويضع وجهه على وجه الجثة. وجثت امرأة ترتدي حجابًا ورديًا وأمسكت بأحد الأكفان.

ودمر القصف المنزل بالكامل. ودفنت حقيبة مدرسية لفتاة صغيرة تحت الأنقاض. وانهمرت دموع محمود الزاملي (10 سنوات) ابن عم الفتاة الذي كان يعيش في المنزل المجاور واستطاع الفرار.

وقال محمود وهو يبكي: "قصفوا الدار المجاور لنا... حسبي الله ونعم الوكيل دمروا بيوتنا دمروا كل شيء". وأضاف: "ماتوا كلهم وأنا سأبقى على قيد الحياة. حسبي الله ونعم الوكيل".

وبعد مرور أكثر من ثلاثة أشهر على العدوان الذي أسفر عن استشهاد أكثر من 24 ألف فلسطيني وتدمير جزء كبير من قطاع غزة، قالت إسرائيل إنها تخطط لتقليص عملياتها البرية إلى أخرى على نطاق محدود. لكن يبدو أن إسرائيل مصممة قبل تقليص عملياتها على الاستيلاء على مدينة خانيونس بأكملها.

ورجح مسؤول إسرائيلي تحدث إلى "رويترز" بشرط عدم الكشف عن هويته استمرار معركة الاستيلاء على خانيونس لمدة شهر أو شهرين رغم تقليص العمليات.

ويتكدس جميع سكان غزة تقريبًا في منطقتين صغيرتين حاليًا، رفح جنوب مدينة خانيونس مباشرة ودير البلح شمالي المدينة. ولم تشر إسرائيل إلى اقتحام المدينتين لكنها عزمت على استمرار القتال حتى القضاء على "حماس" تمامًا، وهو الهدف الذي يقول الفلسطينيون إنه غير واقعي نظرًا لطبيعة هيكل الحركة وجذورها العميقة.

توقف ثلث المستشفيات عن العمل

قال سكان في خانيونس اليوم الخميس إن القتال أصبح أقرب من أي وقت مضى إلى مستشفى ناصر، وهو أكبر مستشفى لا يزال يعمل في القطاع، مما أثار مخاوف من وقوعه تحت الحصار وإغلاقه مثل مستشفى الشفاء الرئيسي في الشمال الذي سيطرت عليه القوات الإسرائيلية في نوفمبر/ تشرين الثاني.

وقال أبو العبد البالغ من العمر 45 عامًا والذي نزح عدة مرات مع عائلته المكونة من سبعة أفراد منذ مغادرته مدينة غزة في الشمال في وقت سابق من الحرب، "اللي بيصير في خانيونس جنون، الاحتلال يقصف المدينة من كل الجهات، من البر والجو أيضًا".

وتوقف بالفعل ثلثا مستشفيات غزة عن العمل تمامًا، بما في ذلك جميع المرافق الطبية في النصف الشمالي من القطاع، والباقي يعمل جزئيًا فقط.

ومن شأن خسارة مجمع ناصر الطبي أن تؤدي إلى تقلص حاد في الرعاية المحدودة للإصابات التي لا تزال متاحة لسكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة.

وكتبت منظمة أطباء بلا حدود على منصة إكس: "بحسب جراح منظمة أطباء بلا حدود في مستشفى ناصر، قصفت القوات الإسرائيلية ليلة البارحة المنطقة القريبة من المستشفى قصفًا شديدًا ودون أمر إخلاء مسبق، مما دفع بمرضى والكثير من آلاف المدنيين النازحين الذين التجأوا للمستشفى إلى الفرار مذعورين".

وفي مقطع فيديو تضمن لقطات لتصاعد أعمدة من الدخان فوق وسط خانيونس المزدحم، قال رئيس بعثة أطباء بلا حدود في فلسطين ليو كانز، الذي وصل إلى المستشفى، إن القتال أصبح "قريبًا جدًا".

وقال: "نسمع الكثير من القصف والأعيرة النارية حولنا... الجرحى الذين نعتني بهم، فقد الكثير منهم أرجلهم وفقدوا أذرعهم. هناك بالفعل جروح معقدة تتطلب الكثير من العمليات الجراحية. وليس لدينا القدرة على القيام بذلك الآن. يجب أن ينتهي هذا الوضع".

المصادر:
رويترز
شارك القصة