بعد يومين على انسحابها من جنوب مدينة دير البلح، عادت الآليات العسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة، للتوغل في المنطقة الشمالية الشرقية للمدينة الواقعة في وسط قطاع غزة.
وكان مراسل "العربي" قد أفاد بحدوث مجازر إسرائيلية في مدينة دير البلح، حيث تم استهداف منزلين في حي المشاعلة الذي يقع في الجنوب الغربي من البلدة وأسفر ذلك عن استشهاد 15 شخصًا ووقوع عدد كبير من الجرحى.
إلى ذلك، نقلًا عن مصادر محلية، أفاد مراسل وكالة "الأناضول" التركية بأن الآليات العسكرية الإسرائيلية وصلت إلى مدخل المدينة من جهة مخيم المغازي (وسط) في المنطقة الشمالية الشرقية.
خشية من اقتحام لمستشفى الأقصى
وأوضح أن الآليات الإسرائيلية باتت تبعد مئات الأمتار عن مستشفى "شهداء الأقصى"، الذي يضم جرحى ونازحين.
وأفادت المصادر بأن هذا التقدم المفاجئ أثار حالة ذعر بين السكان والنازحين داخل المستشفى، الذين شرعوا بمغادرتها خوفًا من اقتحامها وقتلهم أو اعتقالهم.
ويأتي هذا التقدم، بعد يومين من انسحاب قوات الاحتلال من المنطقة الجنوبية للمدينة، والفاصلة بينها وبين مدينة خانيونس (جنوب)، وذلك بعد مرور نحو شهر على التوغل.
وقد خلّف جيش الاحتلال في تلك المنطقة دمارًا واسعًا في الأراضي الزراعية والمنازل والبنى التحتية.
ومنذ صباح الجمعة، كثف جيش الاحتلال من قصفه الجوي والمدفعي لمخيمات وسط القطاع، وخاصة المغازي.
"مرحلة جديدة" من العدوان
وقبل يومين، قالت وزارة الصحة الفلسطينية، إن الجيش "استهدف محيط مستشفى شهداء الأقصى بالأحزمة النارية ما تسبب بأضرار مادية بالغة في الجدران وسيارات الخدمة المدنية". وأوضحت الوزارة في بيان سابق أن "المستشفى ما تزال تقدم خدماتها الطبية المعتادة".
ولأكثر من مرة أعربت الوزارة عن تخوفاتها من استهداف المستشفى أو تعرضها للاقتحام والتدمير، على غرار ما حدث مع مجمع الشفاء الطبي خلال توغل الاحتلال في مدينة غزة.
وتأتي هذه التطورات الميدانية وسط إعلان جيش الاحتلال على لسان المتحدث باسمه دانيال هاغاري، الإثنين، عن بدء "مرحلة جديدة" من الحرب بقطاع غزة "أقل كثافة في القتال، وتشمل قوات برية وهجمات جوية أقل".
كما قال في بيان آخر: "العمليات القتالية الحالية ستركز على معاقل حماس جنوب ووسط القطاع، وخاصة حول مدن خانيونس ودير البلح".
وما زالت الآليات الإسرائيلية تتمركز في الأجزاء الشمالية من المحافظة الوسطى دير البلح، وفي شرق ووسط مدينة خانيونس، ضمن العدوان البري الذي بدأه على القطاع في 27 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.
