طلبت بروكسل، اليوم الثلاثاء، من طهران رسميًا تسليمها عامل الإغاثة البلجيكي أوليفييه فانديكاستيل الموقوف في إيران منذ فبراير/ شباط 2022، وفق معاهدة لتبادل السجناء باتت نافذة بين البلدين.
وكان القضاء الإيراني قد أصدر في يناير/ كانون الثاني أحكامًا بسجن فانديكاستيل لفترة إجمالية تبلغ 40 عامًا، سيتعيّن عليه أن يقضي أطولها (12,5 عامًا)، بعد إدانته بتهم عدة أبرزها التجسس، في خطوة لقيت انتقاد بروكسل وعائلة الموقوف.
وأعلنت وزيرة الخارجية البلجيكية حجّة لحبيب عبر تويتر أنها تقدمّت بطلب تسلّم عامل الإغاثة، خلال اتصال بنظيرها الإيراني حسين أمير عبداللهيان الإثنين، وأن الإجراءات الرسمية لهذا الطلب سيتم تنفيذها الثلاثاء. وأكدت أنها شجبت خلال الاتصال "ظروف احتجازه وطلبت أن يزوره سفيرنا".
"حياة معرضة للخطر"
وجددت عائلة فانديكاستيل صباح الثلاثاء التحذير من أنه يعاني "مشكلات صحية" تعرّض حياته للخطر.
وكشفت العائلة في بيان إنه "بات غير قادر تقريبًا على الوقوف بسبب آلام عضليّة وعصبيّة لا تُحتمل"، محذّرة من أن "عدم الإقدام على خطوة ملموسة والحصول على نتيجة سريعة، قد يودي بأوليفييه إلى وضع لا عودة عنه".
وتؤكد عائلته والحكومة البلجيكية أن فانديكاستيل بريء من التهم الموجّهة إليه، وأن طهران تحتجزه "رهينة" للضغط لإطلاق سراح الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي الموقوف في بروكسل والمدان بـ"الإرهاب".
#HumanRights have been horrifically taken from#OlivierVandecasteele for over a year! The 52nd session of the UN🇺🇳 Human Rights Council heard from @hadjalahbib, Minister for Foreign Affairs, European Affairs. https://t.co/mislbx3dZ4 pic.twitter.com/YpjlHqRIxy
— Amanda🌍 #FreeNazanin #FreeThemAll (@Amandalavan1) February 27, 2023
وحكم على أسدي في 2021 بالسجن 20 عامًا لإدانته بـ"محاولات اغتيال إرهابية" من خلال التخطيط لاستهداف اجتماع للمعارضة الإيرانية في فرنسا عام 2018. ولقيت الخطوة إدانة شديدة من طهران التي اعتبرت أن "المسار القضائي والحكم" كانا "غير قانونيين ويشكلان خرقا فاضحا للقانون الدولي".
وأقر البرلمان البلجيكي في يوليو/ تموز 2022، معاهدة لتبادل السجناء مع إيران، رأى معارضوها أنها تمهّد للإفراج عن أسدي. من جهتها، ترى فيها الحكومة فرصة لإطلاق فانديكاستيل.
وعلّقت المحكمة الدستورية البلجيكية في ديسمبر/ كانون الأول المعاهدة، بانتظار النظر في مدى شرعيتها.
ومهّدت المحكمة الطريق، في مارس/ آذار أمام تطبيق المعاهدة بشروط، إذ رفضت طعنًا تقدّم به معارضون إيرانيون، لكنها حذّرت من أنه في حالة النقل الفعلي لمدان إيراني إلى بلده، يجب على الحكومة البلجيكية أن تسمح بأن يكون القرار قابلًا للطعن أمام القضاء.
وجاء الإعلان عن طلب بلجيكا تسلّم فانديكاستيل، في يوم أصبحت المعاهدة نافذة رسميًا، بعد انقضاء شهر على تبادل البلدين قوانين المصادقة عليها.