Skip to main content

مع استمرار الحرب الروسية.. هل بدأ الغرب بتقليص دعمه لأوكرانيا؟

الأحد 1 أكتوبر 2023
تُطرَح تساؤلات حول مدى توجه الدول الغربية فعلاً لتقليص دعمها المادي والعسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا - الأناضول

بعد نحو 20 شهرًا من الحرب الروسية في أوكرانيا، تظهر مؤشرات واضحة على تراجع زخم الدعم الغربي المادي لكييف في مواجهة موسكو.

فإدراك الغرب طول أمد المعركة بين الطرفين، وعدم تحقيق القوات الأوكرانية إنجازات ميدانية كبيرة يصبو إليها داعموها، فضلًا عن التكلفة المادية الثقيلة لدعم كييف وتزايدِ الجدل الشعبي في عدد من الدول الداعمة بشأن جدوى الدعم، كلها عوامل تغذي التوجهات لتقليص الدعم.

توجه غربي لتقليص الدعم؟

في الولايات المتحدة، تسببت أزمة الإغلاق الحكومي بعد تمرير مشروع قانون لتمويل مؤقت للحكومة لمدة 45 يومًا، بتأجيل مساعدات جديدة لأوكرانيا.

فغياب المساعدات الجديدة في هذا التمويل جاء بضغط من أعضاء متشددين رغم تأكيد الرئيس جو بايدن عدم سماحه تحت أي ظرف بقطع هذا الدعم.

وفي سلوفاكيا، فاز حزب "الديمقراطية الاجتماعية" اليساري بالانتخابات البرلمانية، وهو الحزب الذي تعهد بوقف دعم أوكرانيا كليًا والعمل على تحسين العلاقات مع روسيا.

وقبل ذلك، أعلن رئيس الوزراء البولندي ماتيوز موراوسكي، الذي تستعد بلاده لانتخابات حاسمة بعد أسبوعين، توقف بلاده عن تسليح أوكرانيا والتركيز على تعزيز قواها الدفاعية الخاصة.

يضاف كل ذلك إلى الاحتجاجات التي شهدتها بعض الدول الأوروبية لمطالبة الحكومات بالكف عن دعم أوكرانيا وتوجيه الإمكانيات المادية كافة إلى الداخل.

إدراك القيادة الأوكرانية لذلك، دفع الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى الحديث عن رغبته في تحويل قطاع الدفاع إلى مركز عسكري كبير، من خلال الشراكة مع مصنعي الأسلحة الغربيين لزيادة إمدادات الأسلحة المطلوبة.

تراجع الرأي العام؟

في هذا السياق، يرى الكاتب الصحافي وليد عباس أن "الدول الغربية مستمرة في تأييد ودعم أوكرانيا بصور مختلفة".

ويشير عباس، في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن "استمرار المساعدات لا ينفي واقع وجود نقص في الدعم".

ويقول: "هناك استنزاف للغرب، فالجيش الفرنسي مثلًا بدأ يشكو من نقص في المخزون الإستراتيجي للأسلحة".

وعن حجم المساعدات التي وصلت حتى الآن، يوضح عباس أن "ما يُحكى في الإعلام مضخم، لأن ما أنفقته الحكومات الغربية في كورونا بلغ 10 مرات ما قدمته لأوكرانيا".

ويضيف: "الرأي العام في الدول الغربية تراجع في موضوع الرغبة بمساعدة أوكرانيا".

طبيعة المساعدات الأميركية

من جهته، يرى أستاذ الدراسات الإستراتيجية في الجامعة الوطنية الأميركية للدفاع ديفيد ديروش أنه "من السهل إساءة تفسير ما كان يعمل عليه الكونغرس، والخروج باستنتاجات خاطئة".

ويشدد ديروش، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، على أن "التصويت كان يتمحور حول تمويل الحكومة للحؤول دون إغلاق المؤسسات بعيدًا عن موضوع دعم أوكرانيا".

ويقول: "أغلب المساعدات الأميركية لأوكرانيا حتى الآن هي عبارة عن معدات قديمة وقيّمة، وبالتالي نحن لا ندفع من أموال دافعي الضرائب".

ويضيف: "عدم دعم أوكرانيا بالمساعدات أمر مخالف لموقف الولايات المتحدة من الأزمة".

إنتاج السلاح في أوكرانيا

بدوره، يعتبر أستاذ العلاقات الدولية في الجامعة الوطنية بكييف مكسيم يالي أن "ما يحصل في بعض الدول الأوروبية وفي الولايات المتحدة متعلق بالخلافات الداخلية فقط".

ويلفت يالي، في حديث إلى "العربي" من كييف، إلى أن "التصريحات الغربية تتعلق بالانتخابات المحلية فقط، بعيدًا عن أي تغيير في الموقف تجاه أوكرانيا".

ويقول: "لا يزال هناك دعم من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس لاستمرار الدعم لكييف".

ويضيف: "هناك لقاءات أوروبية في أوكرانيا لإنتاج أسلحة في داخل البلاد بمساعدة شركات غربية، للحؤول دون مخاطر وقف الدعم".


تناقش الحلقة المرفقة من "للخبر بقية" مدى توجه الدول الغربية فعلاً لتقليص دعمها المادي والعسكري لأوكرانيا في مواجهة روسيا، وتبحث في دوافع  هذا التوجه، كما تسأل عن خيارات كييف حيال ذلك وتأثيراتِها على مسار الحرب الروسية الأوكرانية.

المصادر:
العربي
شارك القصة