Skip to main content

مع تراجع الأسعار.. واشنطن تبدأ شراء النفط لملء المخزون الاحتياطي

السبت 17 ديسمبر 2022

عادت الولايات المتحدة إلى تعبئة خزاناتها بعد إفراغها طيلة 12 شهرًا مضت، بهدف خفض الأسعار، إذ أطلقت وزارة الطاقة الأميركية عملية إعادة شراء النفط لملء الاحتياطي البترولي الإستراتيجي، منفذة بذلك تعهدات إدارة الرئيس جو بايدن بإعادة المخزون إلى سابق عهده ما إن تنخفض الأسعار.

وتعد هذه العملية أول شراء منذ الإفراج القياسي خلال العام الحالي عن 180 مليون برميل من المخزون، وتتجه وزارة الطاقة إلى شراء 3 ملايين برميل للتسليم في فبراير/ شباط المقبل، للعودة تدريجيًا بالمخزون إلى مستوياته السابقة بعد أن تهاوى نتيجة جهود خفض تكاليف الوقود على المستهلكين.

ودفعت عملية بيع 180 مليون برميل الاحتياطي الإستراتيجي إلى أدنى مستوياته في 4 عقود، مما أثار مخاوف بشأن أمن الطاقة.

وللمساعدة في تخفيف نقص الإمدادات في المصافي بعد حادثة التسرب النفطي التي أغلقت خط الأنابيب "كيستون"، ستجري وزارة الطاقة مبادلة لحوالي 2 مليون برميل من الاحتياطي يتعين على الشركات إعادتها في وقت لاحق.

ومنذ سبتمبر/ أيلول الماضي، هبطت مخزونات الخام بالاحتياطي النفطي الإستراتيجي في الولايات المتحدة إلى 440 مليون برميل في أدنى مستوى منذ عام 1984.

وجاء هذا الانخفاض بعد أن أطلقت أميركا والصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية والمملكة المتحدة عمليات السحب من المخزون الإستراتيجي في نوفمبر/ تشرين الأول من العام الماضي لمعالجة نقص الإمدادات حول العالم.

الإستراتيجية الأميركية لخفض الأسعار

وفي هذا الإطار، أوضح الباحث الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط والطاقة عامر الشوبكي أن الإستراتيجية التي استخدمتها واشنطن لخفض الأسعار خلال الشهور الماضية أتت ثمارها إلى حد بعيد، حيث كانت آثارها مؤقتة ومحدودة، إلا أنها عوضت النقص في الإمدادات العالمية.

وأشار في حديث لـ"العربي" من العاصمة الأردنية عمان إلى أن واشنطن كانت تزود السوق بحوالي مليون برميل من النفط يوميًا، ما ساعد في تخفيض الآثار التي كانت تترتب على نقص الإمدادات في الأسواق، والحد من ارتفاعها إلى مستويات أكبر من التي كانت في الـ6 أشهر الماضية، إلا أنها أيضًا انزلقت بالمخزونات الأميركية مستويات أقل منذ 38 عامًا.

وأضاف الشوبكي أن المسؤولين في واشنطن أعلنوا عن نيتهم في ملء المخزون عند مستويات ما بين 67 إلى 62 دولارًا لسعر البرميل، مشيرًا إلى أن هذا الإعلان له دلالة أخرى على أن السحب من المخزون الإستراتيجي قد توقف وبدأت تعويض المخزون بنفط جديد ليعوض الفاقد.

وأردف أن هناك عدة إشارات من إعادة ملء المخزونات، مشيرًا إلى أن الخطوة الأميركية الأخيرة هي لجس نبض السوق، ومعرفة مدى تأثيرها على الأسعار.

وأعرب الشوبكي عن اعتقاده أن المسؤولين في الولايات المتحدة يؤكدون على أنهم لن يشتروا النفط إلا معدلات ما بين 68 إلى 72 دولارًا لمخزوناتهم في تكساس أو في المناطق الأخرى.

المصادر:
العربي
شارك القصة