مع حلول فصل الشتاء البارد في فرنسا وانخفاض ملحوظ في درجات الحرارة، أراد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون طمأنة شعبه في مواجهة مخاطر انقطاع التيار الكهربائي في الأسابيع المقبلة، قائلًا لهم: "لا داعي للذعر".
فقد أكد ماكرون خلال مقابلة مع محطة "تي إف 1" التلفزيونية الفرنسية تم تسجيلها أثناء زيارته الرسمية للولايات المتحدة الأسبوع الماضي، ونشرت اليوم السبت، إنه "ما من سبب يدعو للقلق من انقطاعات محتملة للتيار الكهربائي"، داعيًا في الوقت عينه المواطنين إلى تقليل استهلاك الطاقة.
"الاستعداد للظروف الأصعب"
وقال ماكرون: "من المنطقي أن تستعد الحكومة للظروف الأصعب التي قد تعني قطع الكهرباء لبضع ساعات يوميًا إذا لم يكن لدينا ما يكفي من الطاقة".
وكشف في هذا الإطار أن حكومته بدأت بالاستعداد بالفعل "للظروف الأصعب"، مدافعًا عن ذلك بالقول: "من الطبيعي الاستعداد لحالة متطرفة، لأنه في بعض الأحيان يحدث ما لا يمكن تصوره".
وأضاف: "تقع المسؤولية على عاتق الحكومة بالاشتراك مع جميع الفاعلين المعنيين للإعداد لهذه السيناريوهات، حتى لا تكون الدولة بأكملها في حالة فوضى. إنها سيناريوهات تصورية، ولكن يجب أن نكون مستعدين".
إعادة تشغيل المفاعلات النووية
وفي السياق، دعا الرئيس الفرنسي شركة الكهرباء الفرنسية الحكومية، إلى إعادة تشغيل المفاعلات النووية لمنع الانقطاعات في حالة الطقس البارد.
كما نفى ماكرون أن يكون سوء إدارة شركة كهرباء فرنسا لبرنامج إعادة تشغيل المفاعلات النووية، هو السبب وراء خطر انقطاع الكهرباء بنظام التناوب.
وتابع: "إذا التزمنا جميعًا بخطة الاعتدال التي قدمتها الحكومة، أي خفض 10% تقريبًا من استهلاكنا المعتاد، وإذا واصلت شركة الكهرباء جهودها، نعم، سنتمكن من اجتياز هذه الفترة، حتى مع برودة شهري ديسمبر/ كانون الأول ويناير/ كانون الثاني".
وشدد رئيس الجمهورية الفرنسية على أن "الأمر متروك لنا"، داعيًا إلى "المسؤولية، ولكن ليس الذعر".
Au terme de ma visite d’État aux États-Unis d’Amérique, je réponds aux questions de TF1 : https://t.co/jndIjtdjfF
— Emmanuel Macron (@EmmanuelMacron) December 3, 2022
تحذيرات من الانقطاعات
بدوره، كان رئيس هيئة تنظيم قطاع الطاقة "آر تي إي" قد صرح يوم الخميس الفائت، بأن فرنسا قد تواجه انقطاعات في التيار الكهربائي "لبعض الأيام" هذا الشتاء، وأن الحكومة بدأت إخطار السلطات المحلية بسبل إدارة الموقف في حالة حدوث ذلك.
وواجهت شركة كهرباء فرنسا عددًا غير مسبوق من انقطاعات الكهرباء في مفاعلاتها النووية، مما أدى إلى خفض إنتاج المحطات النووية إلى أدنى مستوى في 30 عامًا.
وبثت وسائل الإعلام الفرنسية تقارير حول كيفية الاستعداد لنوبات انقطاع الكهرباء، واقترحت شراء الشموع وفصل الثلاجات والمجمدات وشحن الهواتف المحمولة.
ويأتي هذا في الوقت الذي تسعى فيه أوروبا إلى إيجاد بديل لإمدادات الغاز الروسية التي قطعتها موسكو ردًا على عقوبات الاتحاد الأوروبي، المرتبطة بالهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا.