زار وزير الخارجية المصري سامح شكري العاصمة السورية دمشق ضمن زيارة رسمية التقى خلالها برئيس النظام السوري بشار الأسد ووزير خارجيته فيصل المقداد وذلك لنقل "رسالة تضامن عقب كارثة الزلزال المدمر"، وفق تصريحات للمتحدث باسمه.
وتأتي زيارة شكري بعد يوم واحد من زيارة قام بها وفد برلماني عربي إلى دمشق التقى خلالها رئيس النظام السوري، وذلك عقب اختتام المؤتمر الرابع والثلاثين لاتحاد البرلمانيين العرب الذي أُقيم في العاصمة العراقية بغداد.
وهدف الوفد البرلماني من زيارته إلى دمشق، وفق البيان الختامي للمؤتمر، التأكيد على دعم سوريا بعد كارثة الزلزال وضرورة تأكيد دعم العمل العربي المشترك على كافة المستويات إلى حين عودة سوريا إلى محيطها العربي.
ومنتصف الشهر الجاري، زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي دمشق أيضًا والتقى بشار الأسد وذلك لإظهار التضامن مع سوريا عقب الزلزال، وفق تصريحات.
وقبل أسبوع، قام رئيس النظام السوري بزيارة إلى مسقط التقى خلالها سلطان عُمان هيثم بن طارق الذي أعرب عن تطلعه لأن تعود علاقة سوريا مع الدول العربية إلى سياقها الطبيعي.
"إغراق المنطقة بالفوضى"
وفي التاسع عشر من فبراير/ شباط الحالي، أدلى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود بتصريحات قال فيها إن "إجماعًا بدأ يتشكل في العالم العربي على عدم جدوى عزل النظام السوري، وإن الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما حتى تتسنى على الأقل معالجة المسائل الإنسانية بما في ذلك عودة اللاجئين"، وفق قوله.
ولم تمنع اتصالات بعض الدول العربية مع النظام السوري والزيارات المتبادلة في الفترة الأخيرة دولًا عربية أخرى من التمسك بموقفها الرافض للتعامل مع هذا النظام ومن بين هذه الدول الكويت، حيث أكد وزير خارجيتها الشيخ سالم عبد الله الجابر الصباح عدم وجود خطط لدى بلاده لتسير حذو دول بلاد عربية في إعادة التواصل مع رئيس النظام على الرغم من الزلزال.
كما جددت دولة قطر موقفها من النظام السوري على لسان المتحدث باسم وزارة الخارجية الذي قال: إن الأسباب التي أدت لتعليق عضوية سوريا في جامعة الدول العربية ما تزال قائمة.
وفي هذا الإطار، تقول نائبة رئيس ائتلاف المعارضة السورية سابقًا سميرة المسالمة: إن هذا التهافت باتجاه النظام السوري ليس بجديد، وقد بدأ منذ أعوام حين صرحت بعض الدول برغبتها بإعادة دمشق إلى الجامعة العربية.
وزير الخارجية المصري يصل دمشق في أول زيارة منذ أكثر من 10 سنوات#سوريا #مصر pic.twitter.com/0iJkkXKbj5
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) February 27, 2023
وتشير مسالمة في حديث لـ"العربي"، من فيينا، إلى أن هذه الخطوة جاءت بعد أن أصدر ملك الأردن قراره بالذهاب إلى الولايات المتحدة وأخذ الإذن بالانفتاح على النظام، على أساس أن احتواء دمشق قد يقلل من ارتمائها في الحضن الإيراني، وفق قولها.
وتوضح المسالمة أن هذه كلها ذرائع لكن الثابت هو أن النظام السوري استطاع تغيير سلوك الأنظمة المحيطة به من خلال الترهيب بإغراق أسواق بالكبتاغون، ومن خلال عمليات الفوضى المنتشرة في كثير من الدول التي هدد بأنه سيغرقها بها.
وتضيف: "نحن أمام قطار تطبيعي بدأ منذ سنوات ولم ينطلق من الآن، كما أتت كارثة الزلزال كذريعة".