كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن تفاصيل جديدة حول الفشل الاستخباراتي المتعلق بتوقع الاحتلال الإسرائيلي لعملية طوفان الأقصى التي أطلقتها كتائب "القسام" الذراع العسكري لحركة "حماس"، يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ونقل مراسل "العربي" من تل أبيب أحمد دراوشة، أن تقرير الصحيفة الأميركية يتحدث عن أن الاستخبارات الإسرائيلية، وتحديدًا الفرقة 8200 المكلفة بمهمة اعتراض الإشارات الحربية، توقفت عن التجسس على حركة "حماس" في العام الأخير.
ووفق المعلومات، ظنّ المسؤولون العسكريون أن ذلك مضيعة للوقت، وأن "حماس" مرتدعة، وذلك بناءً على خلفية عدم مشاركة الحركة في العمليات والحروب السابقة على قطاع غزة، وتحديدًا منذ عام 2021.
خداع ومفاجأة مزدوجة خلال طوفان الأقصى
وأضاف دراوشة: "كان ذلك ضمن عملية الخداع الذي تعرضت له إسرائيل، وكذلك الاستخبارات الأميركية التي أوقفت التجسس على حركة حماس لأنها تعتقد أن ذلك من صلاحيات تل أبيب".
وعليه، كانت النتيجة مفاجأة مدوية مزدوجة للولايات المتحدة وإسرائيل على حدّ سواء صباح 7 أكتوبر، عندما اخترق عناصر "القسام" السياج الحدودي مع الاحتلال برًا وجوًا، مهاجمين مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية.
ونقلت "نيويورك تايمز" في التقرير الذي نشر اليوم الإثنين، أنه "حتى بداية الهجوم تقريبًا، لم يعتقد أحد أن الوضع كان خطيرًا بما يكفي لإيقاظ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو"، وفقًا لثلاثة مسؤولين دفاعيين إسرائيليين.
سنوات من الفشل الاستخباراتي
وأضافت الصحيفة: "لم تكتف القوة العسكرية الأقوى في الشرق الأوسط بالاستهانة بشكل كامل بحجم الهجوم، بل إنها فشلت تمامًا في جهودها لجمع المعلومات الاستخبارية، ويرجع ذلك في الأغلب إلى الغطرسة والافتراض الخاطئ بأن خطر تهديد حماس تم احتواؤه".
فعلى الرغم من قدرات إسرائيل العالية والتكنولوجيا المتطورة لديها في مجال التجسس، إلا أن مقاتلي "حماس" خضعوا لتدريب مكثف على الهجوم ولم يتم اكتشافهم لمدة عام على الأقل، وفق الصحيفة الأميركية.
وكان لدى المقاتلين، الذين تم تقسيمهم إلى وحدات مختلفة ذات أهداف محددة، معلومات دقيقة عن القواعد العسكرية الإسرائيلية والمستوطنات المستهدفة.
وخلصت الصحيفة إلى أنه حتى قبل هذا التحقيق الأخير، كان من الواضح أن للاستخبارات الإسرائيلية إخفاقات خلال السنوات الأخيرة وليس لساعات أو أيام أو أسابيع فقط، وتم التأكد من ذلك من خلال بحث معمق أجرته صحيفة "نيويورك تايمز"، استنادًا إلى عشرات المقابلات مع مسؤولين إسرائيليين وعرب وأوروبيين وأميركيين.
وخلال مقابلات أجراها محققون عسكريون إسرائيليون بعد أسبوعين من انطلاق عملية "طوفان الأقصى"، كشف جنود عايشوا يوم الهجوم أن تدريبات "حماس" كانت دقيقة للغاية، لدرجة أن المقاتلين نجحوا في تعطيل الكاميرات وأنظمة الاتصالات، بحيث "تم إيقاف تشغيل جميع شاشاتنا في نفس الثانية تقريبًا".