لا يزال الاحتلال الإسرائيلي تحت وقع الصدمة التي خلّفتها معركة طوفان الأقصى التي أطلقتها حركة "حماس" في السابع من الشهر الجاري، مع ما كشفته من فشل ذريع على مستويات عدة في المؤسسات الأمنية والعسكرية للاحتلال.
أين فشلت إسرائيل في عملية طوفان الأقصى؟
لم تتوقّع إسرائيل الهجوم من قطاع غزة. وحتى من رجّح ذلك، لم يتوقّع أن يكون بهذا الحجم، من حيث أعداد القتلى وحجم الدمار الهائل.
وفي هذا السياق، يمكن الحديث عن عدّة مستويات من الفشل، وفقًا لما يلي:
1- فشل استخباراتي
ذكرت الاستخبارات الإسرائيلية أنّها لم تكن على معرفة بأي مما يجري التخطيط له في غزة، ورغم التقديرات بأنّ التخطيط للهجوم استمرّ لفترات طويلة قد تتجاوز العام.
فقبل الهجوم بيوم، أي في السادس من أكتوبر/ تشرين الحالي، رصدت تل أبيب إشارات أو تحرّكات فسّرتها على أنّها شيء مريب يجري التخطيط له في القطاع.
لكن، رغم المشاورات الأمنية التي عُقدت في وقت متأخر من الليل وانتهت قبل بدء الهجوم بساعة، لم تتوقّع إسرائيل ما الذي يجري ولم تُنذر المستويات السياسية أو كبار قادة ضباط الجيش.
2- فشل نتيجة عملية الخداع التي قامت بها "كتائب القسّام"
خدعت كتائب القسام الاحتلال. ففي وقت كان الهدف الأساسي لعملية طوفان الأقصى اجتياح الحدود والسيطرة على مستوطنات إسرائيلية وخطف جنود إسرائيليين؛ أُطلقت مئات الصواريخ باتجاه البلدات الإسرائيلية البعيدة عن قطاع غزة.
فانشغل الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية بالصواريخ البعيدة والرشقات الصاروخية، ولم تنتبه لما جرى في غلاف غزة إلا بعد ساعتين.
3- فشل لوجستي
اشتكى الإسرائيليون لساعات طويلة من غياب الجيش وفرق الإسعاف، وفقدان الاتصالات مع الأجهزة الأمنية والجبهة الداخلية. فكل شيء اختفى.
والسؤال الأبرز الذي طرحه الإسرائيليون صباح السابع من أكتوبر هو: أين اختفت الدولة؟
4- فشل سياسي
تجاهل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الأشهر الماضية، تحذيرات أجهزة الأمن الإسرائيلية ووزير الأمن يوآف غالانت من أنّ الاستقطاب الحاد في المجتمع الإسرائيلي نتيجة للتعديلات القضائية سيؤدي إلى ما أسماه "تجرؤ العرب على إسرائيل".
كما أقال نتنياهو وزير الأمن غالانت، عندما حذّر علنًا من خطورة ما يجري الاستعداد له. أما غالانت نفسه، فعاد وصوّت لصالح التعديلات القضائية.
وإزاء كل هذه الفشل، كانت النتيجة صدمة غير متوقّعة في إسرائيل وهجوم غير مسبوق وحالة انقسام قد لا يُشفى منها الاحتلال قريبًا.