شدد الشيخ محمد أحمد حسين، مفتي القدس والديار الفلسطينية، خلال حديث خاص مع "العربي"، على أن وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير يسعى من خلال انتهاكاته الأخيرة إلى تغيير الوضع القائم بالمسجد الأقصى المبارك.
ودعا حسين الدول العربية والمجتمع الدولي، إلى بلورة موقف صلب لردع الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على المقدسات.
وجاءت تصريحات الشيخ محمد حسين في أعقاب اقتحام وزير الأمن القومي وزعيم حزب "القوة اليهودية" اليميني المتطرف إيتمار بن غفير للمسجد الأقصى وسط حراسة من جنود الاحتلال، يوم الثلاثاء الماضي.
اقتحام واضح وصارخ
وفيما حاولت إسرائيل خلال جلسة مجلس الأمن التي عقدت أمس الخميس لبحث اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، التخفيف مما قام به وزير الأمن القومي ووصفته "بالأمر العادي وزيارة سريعة"، إلا أن مفتي القدس والديار الفلسطينية أكد على أن خطوة بن غفير عدوانية وهي اقتحام واضح وصارخ للمسجد المبارك.
فقال الشيخ محمد حسين من القدس: "عندما يقوم وزير من الحكومة الإسرائيلية المشكلة حديثًا باقتحام المسجد الأقصى، هذا ليس أمرًا عاديًا ولا طبيعيًا، بل يهدف إلى التسريع نحو أوضاع جديدة وتغيير الوضع القائم في المسجد الأقصى".
وزير الأمن الإسرائيلي إيتمار بن غفير يقتحم #المسجد_الأقصى تحت حراسة من جنود الاحتلال #القدس pic.twitter.com/oblgxlsif7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) January 3, 2023
وشرح حسين أن الأقصى مسجد إسلامي يخص المسلمين وحدهم، كما أنه بموجب كل القوانين والأعراف الدولية يجب المحافظة على الوضع القائم فيه وهو حرية إشراف المسلمين عليه وممارسة عبادتهم فيه بجميع الأزمان والأوقات، مشددًا على أنه لا يحق لأحد مشاركة المسلمين في هذا الحق.
وبالتالي، كل ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي يعتبر عدوانًا وفق حسين، الذي نبّه من محاولة للعبث في الوضع التاريخي القائم في المسجد الأقصى، مجدّدًا في هذا السياق رفض جميع المسلمين وأبناء الشعب الفلسطيني لهذه الانتهاكات.
وأشار مفتي القدس إلى أن دائرة الأوقاف الإسلامية، هي الجهة الوحيدة المشرفة على المسجد الأقصى في ظل الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في المدينة المحتلة.
وأردف حسين: "أي مساس بالمسجد الأقصى من قريب أو بعيد، هو بالتأكيد اعتداء على المسجد واستفزاز لمشاعر المسلمين ومساس بحرمة وقدسية المكان".
الموقف العربي
وعن المواقف العربية التي تقدمت بها الدول خلال جلسة مجلس الأمن، رأى حسين أن معظم الدول العربية والإسلامية سارعت إلى إعلان استنكارها ورفضها لهذه الانتهاكات التي قام بها بن غفير.
إلا أن مفتي القدس أعرب أيضًا عن أمله في أن تتطور هذه المواقف أكثر، لا سيما وأن الدعوة لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث هذا الملف يدل على اهتمام دولي بالوضع الحساس والمتفجر في القدس.
وأردف حسين لـ"العربي": "نأمل المزيد من صلابة الموقف العربي والإسلامي والدولي، ليصل إلى درجة اتخاذ الخطوات العملية التي تمنع هذا الاحتلال من التمادي وتجاوز حدوده في قضية العدوان على المسجد الأقصى".
كما لفت الشيخ محمد أحمد حسين إلى أن المجتمع الدولي إذا كان حريصًا على السلم والأمن في مدينة القدس، فعليه أن يولي مثل هذه القضايا كل الاهتمام كونها حساسة ومهمة جدًا.