رصدت السلطات الإسبانية، اليوم الإثنين، قبالة جزر الكناري قاربًا تتوافق أوصافه مع مركب مفقود أبحر من السنغال قبل حوالي أسبوعين وعلى متنه نحو 200 مهاجر غير نظامي.
وقالت متحدثة باسم جهاز الإغاثة الإسباني، إنّ طائرة أرسلت بحثًا عن القارب المفقود "حدّدت موقع قارب يبدو أنّه هو الذي نبحث عنه لأنّه من الجوّ، رأى (عناصر الإنقاذ) أنه قد يكون هناك حوالي 200 شخص على متنه".
وأضافت المتحدثة لوكالة فرانس برس: "لا يمكننا تأكيد ذلك بنسبة 100% حتى الآن، لكن من المرجّح أنّه هو نفسه".
إرسال سفينة إنقاذ
وأوضحت أنّ سفينة أُرسلت من أرخبيل الكناري لإنقاذ القارب الموجود على بُعد 71 ميلًا بحريًا جنوب جزيرة الكناري الكبرى، مشيرة إلى أنّ إيصاله إلى الأرخبيل سيستغرق ساعات عدة.
كما أبحرت سفينة تجارية إلى منطقة وجود القارب بطلب من السلطات الإسبانية. وكان خفر السواحل الإسبان قد قالوا إنهم يبحثون عن القارب المفقود في المحيط الأطلسي.
وبحسب منظمة كاميناندو فرونتيراس غير الحكومية التي تحصل على معلوماتها من اتصالات من المهاجرين أو أقاربهم، فقد أبحر القارب في 27 يونيو/ حزيران الماضي من مدينة كافونتين السنغالية التي تبعد نحو 1700 كلم من سواحل الكناري.
وقالت مؤسسة المنظمة غير الحكومية هيلينا مالينو في رسالة صوتية: "أبلغتنا العائلات باختفاء الزورق الذي انقطعت أخباره منذ أيام عدّة".
وفُقد بحسب المنظمة زورقان آخران أبحرا من السنغال وعلى متنهما حوالي 120 شخصًا. وأضافت: "لم يفت الآوان بعد لإنقاذ أرواحهم (...) إنهم في البحر منذ أيام عدة، لكنّها مراكب خشبية" قادرة على المقاومة.
وجهة رئيسية للمهاجرين
وغادرت القوارب الثلاثة قرية كافونتينا في جنوب السنغال، التي تبعد نحو 1700 كيلومتر عن تنريفي إحدى جزر الكناري.
وأصبحت هذه الجزر، التي تقع قبالة سواحل غرب إفريقيا، الوجهة الرئيسية للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى إسبانيا مع سعي عدد أقل بكثير أيضًا لعبور البحر المتوسط إلى البر الرئيسي الإسباني. وتكثر محاولات الهجرة في فصل الصيف تحديدًا.
وعادة ما يسلك المهاجرون من إفريقيا جنوب الصحراء طريق الهجرة عبر المحيط الأطلسي، وهو أحد أكثر الطرق إزهاقًا للأرواح في العالم.
وذكرت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة أن 559 شخصًا على الأقل، بينهم 22 طفلًا، لقوا حتفهم العام الماضي في أثناء محاولتهم الوصول إلى جزر الكناري.