الثلاثاء 19 نوفمبر / November 2024

مفهوم يختلف من فرد إلى آخر.. هل يشتري المال السعادة؟

مفهوم يختلف من فرد إلى آخر.. هل يشتري المال السعادة؟

شارك القصة

فقرة من برنامج "صباح جديد" حول دور المال في جلب السعادة للإنسان (الصورة: غيتي)
رغم أن كسب الفرد الكثير من المال يسهم في جعل الحياة أسهل، إلا أن دراسة أظهرت أن هذا الأمر قد لا يدفع بالضرورة إلى الشعور بالسعادة.

يعيش الإنسان حياته وهو يبحث عن السعادة، إذ يختلف منظور ومفهوم السعادة من فرد إلى آخر، لكن كثيرًا من الناس يربطون سعادتهم بكثرة المال، وهنا يطرح سؤال مهم جدًا هل يشتري المال السعادة؟

دراسة أميركية أجابت عن هذا السؤال، فبعد دراسات ومقارنات لأكثر من 180 مدينة في أميركا تبين لهم أن مدينة فيرمونت بولاية كالفورنيا تتصدر قائمة أسعد المدن في الولايات المتحدة، رغم أنها ليست الأغنى أو الأكثر دخلًا، وقد احتلت المرتبة 50 من حيث متوسط دخل الفرد.

وصنف الباحثون كل موقع بناء على عدة عوامل أهمها رفاهية العاطفية والجسدية للسكان، والدخل ومعدلات التوظيف واحتلت كل من كولومبيا وميرلاند وسان فرانسيسكو وسان خوسيه وإيرفن في ولاية كاليفورنيا قائمة المدن الأكثر سعادة في أميركا عندما تعلق الأمر بهذه العوامل.

دراسة أخرى أجرتها جامعة برشلونة الإسبانية، وجدت أن الناس في المجتمعات التي يوجد فيها القليل من المال راضون وسعداء مثل أولئك الذين يعيشون في المجتمعات الغنية، وذلك لأنهم يجدون المتعة في جوانب أخرى، من أهمها العائلة والأسرة وجمال الطبيعية.

كما توصلت الدراسة إلى أن زيادة ضغط العمل وارتفاع معدل الدخل بخاصة في مراحل مبكرة من العمر، أثرت بشكل سلبي على الحياة الاجتماعية للفرد وقلصت من سعادته.

ولكن لم تنف الدراسات إلى أن كسب الكثير من المال يسهم في جعل الحياة أسهل ولكن ليس بالضرورة أسعد.

هل يشتري المال السعادة؟

وفي هذا الإطار، توضح أستاذة العلوم الاجتماعية في الجامعة اللبنانية أديبة حمدان أنه على الرغم من أن المال عامل أساسي في تقديم الراحة للإنسان، وأنه عصب الحياة في مجتمع استهلاكي، ومجتمع يصنع السعادة، إلا أن السعادة التي يجلبها هي حالة مؤقتة لأنها غير مبنية على أسس متينة أي التوازن الداخلي الذي يمكن أن يحصل عليه الإنسان من حالة واحدة، وهي الانفعالية العاطفية التي لا تتحقق إلا من خلال العلاقات الاجتماعية الإنسانية وليس من خلال الشراء واقتناء ما هو ثمين أو حديث.

وتشير في حديث إلى "العربي" من العاصمة الفرنسية باريس إلى أن العلاقات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي، يعطيان الدعم الكافي والإيجابي ليكون الإنسان بحالة فيها نوع من الاتزان والطمأنينة.

وتلفت حمدان إلى أن الإنسان يمكن أن يحمي نفسه وصحته النفسية من خلال قوته ومواجهة الضغوط لكي يكون قويًا وإداريًا في مشكلاته، مشيرًا إلى أن كل إنسان معرض للمشاكل ولديه نقاط ضعف، مشددة على وجوب أن ينمي الفرد هذه نقاطه الضعيفة وأن يبحث عن نقاط القوة ويعتمد عليها في مواجهة المصاعب.

وعلى الرغم من عدم نفيها أهمية المال في الحياة، شددت حمدان على ضرورة أن ينظر الإنسان لأولوياته في الحياة، لافتة إلى أن صحة الإنسان النفسية والجسدية تبدأ أولًا وصولًا لمواجهة أي مشكلة صحية واقتصادية.

وتخلص حمدان إلى أن مفهوم السعادة لا يمكن تعميمه على كل الناس، لأن كل فرد يرى في نفسه نقطة ضعف، ويبحث عن حلها، مشيرة إلى أن الإنسان بنية نفسية ووراثية واجتماعية وثقافية وهو الذي يضع ترسيمًا معينًا لسعادته وهو من يختار أولوياته ليجد الرضا والسعادة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close