السبت 16 نوفمبر / November 2024

"السعادة".. ما مفهومها الحقيقي وكيف نحصل عليها؟

"السعادة".. ما مفهومها الحقيقي وكيف نحصل عليها؟

شارك القصة

فقرة من برنامج "صباح جديد" تناقش مفهوم السعادة الفلسفي والنفسي وكيفية الحصول عليها (الصورة: غيتي)
يلفت الاستشاري في الطب النفسي عبد الله أبو عدس إلى أن المعنى النفسي للسعادة هي حالة الرضا عن الذات من خلال الرضا عن بعض الأفكار والمشاعر وتصالح الإنسان مع ذاته.

تُعد السعادة واحدة من أكثر المشاعر الإنسانية رواجًا، فجميع الأشخاص لا يسعون فقط إلى اكتسابها فقط بل إلى ديمومتها أيضًا، لذا قام فريق بحثي من جامعة "برنستون" باختبار يقوم على محاكاة حاسوبية لتمثيل أدمغة بشرية حقيقية ومراقبة طريقة تفكير البشر حيال سعادتهم بواسطة تقنية التعلم المعزز.

وتقوم المحاكاة على إيجاد وكيل على شكل روبوت تم تدريبه للتدخل مع البشر عبر إعطائهم مكافآت تحفيزية للأفعال التي يقومون بها، فيقدم بالتالي مكافآت إيجابية للسلوكيات المرغوبة وسلبية للسلوكيات غير المرغوب فيها.

بالإضافة إلى هذا فإن بعض الأشخاص حصلوا على مكافآت إضافية عندما اتخذوا قرارات بناء على توقعات سابقة ومقارنة مكافآتهم مع الآخرين.

ووجد الباحثون أن المجموعة التي حصلت على مكافآت إضافية كانت الأقل سعادة، لكنها تعلمت بشكل أسرع من المجموعة الأولى وتفوقت عليها في جميع الاختبارات التي أجروها.

ويشير هذا الاختبار إلى أننا سنكون أقل سعادة كلما زادت مكافآتنا، عند مقارنة أنفسنا بمعايير مختلفة، وعلق معد الدراسة الأساسية في هذا الاختبار بالقول: "إذا لم نكن راضين أبدًا فإننا مندفعون باستمرار لإيجاد نتائج أفضل".

مفهوم السعادة

وفي هذا الإطار، يوضح الاستشاري في الطب النفسي عبد الله أبو عدس أن الدراسة أعلاه هي امتداد للدراسات التي بدأت منذ آلاف السنين، عندما بدأ العلماء والفلاسفة برصد معنى السعادة.

ويشير في حديث إلى "العربي" من العاصمة الأردنية عمان إلى أن المعنى الفلسفي للسعادة هي الرفاهية، لكن المعنى السيكولوجي "النفسي" لها هي حالة الرضا عن الذات، من خلال الرضا عن بعض الأفكار والمشاعر والمسلكيات بالإضافة إلى تصالح الإنسان مع ذاته وقدرته على التعامل مع ضغوطات الحياة اليومية.

ويرى أبو عدس أن هذه الدراسة منطقية جدًا لأنها عملت على قياس بُعدين أساسيين، الأول: مقدمات السعادة، والبعد الثاني كيفية انعكاس السعادة على إنتاجية الفرد، مشيرًا إلى أن السعادة عبارة عن بيئة حاضنة للصحة النفسية والعقلية والاجتماعية والإيجابية والإبداعية والتفاعل مع الآخرين.

ويشرح الاستشاري في الطب النفسي أن السعادة ليست حالة ثابتة بل هي ديناميكية، وليست قطعية بل هي حالة نسبية تختلف من إنسان إلى آخر ومن مجتمع إلى مجتمع آخر.

ويرى أبو عدس أنه إذا كانت المقارنات على وسائل التواصل الاجتماعي بين الأفراد إيجابية، فإنها تدفع الإنسان إلى مزيد من العمل، وبالتالي مزيد من السعادة، ولكن إذا كانت سلبية فهي تؤدي إلى تدمير الذات وتستزف قدرة الفرد على إدارة ذاته بطريقة إيجابية.

ويلفت إلى أن السعادة لها علاقة بعمر الإنسان ولها علاقة بالاحتياجات، وعند حصول الفرد على شيء معين تسمى السعادة المؤقتة، لكنها تفتح الباب لمفهوم السعادة المستدامة، موضحًا أن السعادة ليست حالة يصل إليها الفرد بل هي عبارة عن عملية ديناميكية يطمح لها الإنسان على مدار حياته الكاملة.

ويؤكد أبو عدس أنه ليس بالضرورة أن يكون الإنسان جميلًا أو يملك مالًا أو صحة أو نجاحًا في العمل ليكون سعيدًا، مشيرًا إلى أن هناك عدة مدخلات للسعادة منها الوضع الاقتصادي الجيد، والوضع الاجتماعي والعمل الثابت، والحياة الأسرية والعملية المستقرة.

ويردف أن هذه المدخلات توصل الإنسان إلى عتبة معينة من السعادة، مشددًا على ضرورة تغيير هذا المدخلات لاحقًا بهدف التركيز على السعادة المستدامة.

ويخلص أبو عدس إلى استحالة أن يصل الإنسان إلى القناعة المطلقة بمفهوم السعادة، لافتًا إلى أن الفرد ومع تقدم السن يصبح لديه مفاهيم أخرى لمفهوم السعادة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close