اتهم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر الجماعات المسلحة التي أعلنت مسؤوليتها عن استهداف دولة الإمارات مؤخرًا بمحاولة زجّ العراق في صراعات المنطقة.
وكانت مجموعة عراقية مسلحة أعلنت مسؤوليتها عن استهداف دولة الإمارات بطائرات مسيّرة، وقالت إنّ الدافع وراء الهجوم هو تدخّل الإمارات في العراق واليمن.
لكن الصدر ردّ عليها بالقول: "أبعدوا البلاد عن مثل هذه الصراعات. إنّكم تصارعون للزجّ بالعراق في حرب إقليمية خطرة".
ويقول زعيم التيار الفائز في الانتخابات النيابية الأخيرة إنّه لا يريد للعراق أن يكون "منطلقًا للاعتداء على دول المنطقة"، داعيًا الحكومة العراقية إلى محاسبة الفاعلين.
معركة لخلط الأوراق
ويُعَدّ الهجوم الذي استهدف الإمارات الرابع من نوعه خلال الأسابيع القليلة الماضية، حيث سبقته هجمات بصواريخ بالستية وطائرات مسيّرة، أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عنها.
ويأتي كذلك في سياق هجمات تشنّها جماعات مسلّحة مستهدفة منشآت عراقية كانت آخرها تلك التي تعرّض لها مطار بغداد قبل بضعة أيام.
ويُعتقَد أنّ هذا التصعيد يندرج في إطار معركة لخلط الأوراق، أعقبت ظهور نتائج الانتخابات العراقية التي خسرتها الجماعات المسلحة.
كما أنّه يأتي في ظلّ محاولات للزجّ بالعراق في صراع المحاور الجاري في المنطقة، وهو نهج لطالما أكّد الصدر ورئيس الحكومة العراقية مصطفى الكاظمي على النأي عنه، معربين عن تطلّعهم لإقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار العراقي، ولا سيما العربية منها.
"أمنية" كل العراقيين
يرى الباحث السياسي طالب الأحمد أنّ حديث مقتدى الصدر عن عدم الزجّ بالعراق في صراعات المنطقة هي أمنية كل العراقيين، لكنّه يرى أنّ المهمّة التي يتصدّى لها الرجل غير سهلة.
ويعتبر في حديث إلى "العربي"، من بغداد، أنّه "من الصعب بمكان أن يصبح العراق حياديًا وينأى بنفسه عن صراعات المنطقة"، موضحًا أنّ "الآخرين لا يريدون أن يكون العراق حياديًا".
ويشدّد على أنّ العراق ليس دولة في الأطراف، وإنما في قلب منطقة الشرق الأوسط الذي هو دائمًا منطقة صراع للقوى الإقليمية والدولية الكبرى.
وإذ يرى أنّ كلّ صراعات المنطقة تنعكس على الساحة العراقية حيث يبدو الوضع هشًا، يعرب عن اعتقاده بأنّ الهجوم الأخير يحمل رسالة سياسية من "محور المقاومة" وليس فقط من هذه الجهة العراقية، إلى دولة الإمارات، لترك "تأثير نفسي وإعلامي" عليها.
"لهجة تصعيدية" تجاه الإمارات
ويلاحظ الباحث السياسي العراقي أنّ الجماعات المنضوية تحت "الإطار التنسيقي"، التي خسرت الانتخابات النيابية في العراق، لم تتبنَّ أيّ منها الهجوم على دولة الإمارات.
ويشير إلى أنّ الاسم الذي طُرِح في وسائل الإعلام للمجموعة التي تبنّت الهجوم غير معروف في الساحة العراقية، ملمّحًا إلى أنّ جهات أخرى ربما أرادت أن تزجّ باسم جماعة عراقية في محاولة لجرّ العراق إلى قلب الصراع القائم في المنطقة.
لكنّه يلفت في المقابل، إلى "لهجة تصعيدية" لدى قوى "الإطار التنسيقي" تجاه دولة الإمارات، عبر اتهامها بلعب دور "سلبي" في العراق، وحتى بالإسهام بما يصفونه "تزوير" نتائج الانتخابات العراقية، مشدّدًا على وجوب أن تتعامل هذه القوى بـ"واقعية".